موجة من الغبار اجتاحت العراق، وأدت إلى مصرع أربعة أشخاص في محافظة كركوك الشمالية، فضلا عن تسجيل مئات حالات الاختناق، مما دفع المواطنين بالعودة للمطالبة بإنجاز مشروع "الحزام الأخضر"، الذي بات يمثل ضرورة شعبية.
ويعاني العراق من تآكل البنية التحتية لقطاع الصحة وقلة الكوادر المختصة، ما يعمق أزمة المرضى وكبار السن والأطفال في مثل هذه الظروف البيئية.
وحذر وزير البيئة جاسم الفلاحي، مساء الاثنين، من زيادة في العواصف الغبارية بالعراق نتيجة قلة الغطاء النباتي، مشيرا إلى أن، العراق يصنف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير. لافتا في الوقت ذاته، إلى ما يمكن أن تتسبب به مضاعفات بيئية خطرة.
وتسببت التراكمات الثقيلة السابقة في معاناة كبيرة في قطاع البيئة العراقي، إذ أنها وصلت إلى درجة أن يكون في العراق 100 يوم من العواصف الغبارية والترابية، بسبب غياب الغطاء النباتي، والتي انعكست على المؤسسة الصحية مسببة حالة من الضغط، حيث يتم استقبال الكثير من حالات أمراض الربو والحساسية، بحسب الفلاحي.
وتعاني بغداد من الإهمال منذ زمن، فضلا عن قطع ما تبقى من الأشجار لاستخدامها لأغراض التدفئة والطهي خلال التسعينيات من القرن الماضي.
كما دفعت الأزمة السكانية، وحاجة المواطنين إلى المنازل، نحو قلع أشجار البساتين، وتحويل أراضيها إلى قطع سكنية، في واحدة من أكبر مظاهر التجريف في البلاد، خلال السنوات الماضية.
وساهم التغير المناخي وأزمة ندرة المياه في تدهور الزراعة العراقية، حيث أشار تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في العام 2012 إلى أن مستويات المياه عبر نهري دجلة والفرات قد انخفضت إلى أكثر من 60 بالمائة خلال عقدين من الزمن، كما أن قطع إيران طوال الشهور الماضية معظم الأنهار المتدفقة من أراضيها نحو العراق، تسبب بجفاف شديد في معظم مناطق شرق البلاد.
ومنذ سنوات، تتداول الأوساط السياسية، مشروع "الحزام الأخضر"، وهو يعني زرع ملايين الأشجار حول العاصمة بغداد، والمدن الأخرى، لوقف هجمات الغبار، على المدينة، لكن المشروع لم يرَ النور إلى الآن؟
في المقابل؛ أطلقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في منتصف الشهر المنصرم، مبادرة زراعة مليون شجرة وشتلة، من أجل زيادة المساحات الخضراء وتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من التصحر.
وتتضمن المبادرة زراعة أشجار مثمرة وشتلات متنوعة من الورود، لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، فضلا عن زيادة المساحات الخضراء في العاصمة بغداد والمحافظات، وفقا للمدير العام لدائرة المنظمات غير الحكومية التابعة للأمانة العامة، أشرف عبد الكريم الدهان.
وأضاف الدهان، بحسب بيان صادر عن الأمانة العامة تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه حينها، أن المشروع سيكون “ضمن خطة عمل وطنية توعوية لدعم قطاع البيئة، والإسهام في تعزيز المبادرة الوطنية لدعم البيئة وتقليل الانبعاثات، التي يترأسها وزير البيئة جاسم الفلاحي، وتضم جميع الوزارات والتشكيلات الحكومية”.
ويصنف العراق الأول عالميا بالتغيرات المناخية، من تحدي الجفاف، بمعنى تقلص الرقعة الزراعية وزيادة الجفاف وقلة الأمطار.
ومن ضمن أعلى 10 مناطق حرارة بالعالم، هناك أربعة منها في محافظة ذي قار”، جنوب العراق بحسب تصريحات وزير البيئة العراقي، مؤكدا أن “تأثير العواصف الترابية سيزداد مالم تتخذ إجراءات لتثبيت التربة من خلال إقامة واحات وأحزمة خضراء في المناطق الصحراوية”.