مجددا ورغم التحذيرات المتكررة، عادت ظاهرة نفوق الأسماك في ميناء صيدا جنوبي لبنان إلى الواجهة. فقد طفت على وجه المياه في ميناء الصيادين التاريخي المحاذي لقلعة صيدا التاريخية، كمية تقدر بـ200 كلغ من الأسماك الصغيرة النافقة. الأمر الذي يعزز المخاوف من تلوث مياه البحر بمياه الصرف الصحي للمدينة وجوارها، وبالتالي نفوق الأسماك.
من جانبه رجح نقيب الصيادين، نزيه سنبل أن "سبب نفوق الأسماك نتيجة لرمي المعامل الصغيرة والمواطنين بعض المواد الكيماوية والمنظفات في مياه الصرف الصحي، التي تصب في البحر دون معالجة فعالة، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك".
مؤكدا في تصريحات صحفية له على أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الحالة، لكنها كانت محدودة بالوقت وبالكمية.
وطالب نقيب الصيادين المواطنين بالتوقّف عن رمي المواد الكيماوية ومبيدات الحشرات في المياه التي تصب في البحر بالنهاية، خاصة أن الرقابة ضعيفة ولا توجد عقوبات تفرضها الرقابة على المخالفين.
وكانت مديرة البيئة في نقابة الغواصين أمل جفال، قد كشفت خلال الأيام القليلة الماضية عن مجزرة بيئية في منطقة سينيق تؤدي الى نفوق آلاف الأسماك في ميناء صيدا نتيجة توقف معمل تكرير المجاري تحويلها الى الشاطىء الصيداوي.
ولفتت إلى أنه "مع ارتفاع وتيرة الغلاء كنت بصدد متابعة مشاكل الصيادين، غلاء أدواتهم ومستلزماتهم إلى غلاء الوقود وغيرها من المشاكل كما يعاني منها جميع القطاعات في البلد". واضافت: "ومن أحد أهم المشاكل هي النفايات في شباك الصيادين فبدل أن يصطاد سمكا ليعيش من مردوده يصطاد نفايات تخسره لقمة عيشه وتهدد حياته وحياة الناس".
وأكدت جفال، أنه "وحرصا منا على سلامة الصيادين وحفاظا على البيئة والثروة البحرية تابعت الموضوع وتوصلت إلى ما هو أعظم كارثة ومجزرة بيئية بامتياز بحق الانسان والبيئة اضعها برسم المسؤولين في معمل النفايات وكذلك الأمر معمل المجاري المتوقف عن العمل بحجة عدم وجود المازوت والتي كان نتيجتها نفوق آلاف الاسماك في ميناء صيدا وتحويل كافة المجاري الى الشاطىء الصيداوي". وشددت على "أنني أضع هذا الاخبار برسم اتحاد بلديات صيدا والزهراني ووزير البيئة ونواب المنطقة". .
وتجدر الإشارة إلى أنه في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، كلف المدعي العام البيئي في الجنوب القاضي رهيف رمضان مفرزة شواطىء الجنوب في قوى الأمن الداخلي بفتح تحقيق في قضية نفوق كميات كبيرة من صغار السمك في حوض ميناء الصيادين في صيدا.
وطلب القاضي من "الشواطىء" التواصل مع المركز الوطني لعلوم البحار لتكليف خبير من قبلها لأخذ عينات من الأسماك النافقة وإخضاعها للفحص من أجل تحديد السبب الحقيقي لنفوقها.
وذلك بعدما فوجئ صيادو أسماك بكميات كبيرة من الأسماك الصغيرة النافقة "العقيص" تطفو على سطح المياه في حوض ميناء الصيادين.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت الثروة السمكية في لبنان تراجعا ملحوظا بسبب عمليات الصيد الجائر، والصيد باستعمال المفرقعات، الذي يؤذي صغار الأسماك.
ويشكل ميناء صيدا، المدينة الساحلية الجنوبية، الواجهة البحرية السياحية للمدينة المشهورة بآثارها ومقاهيها، ويؤمن المعيشة لمئات الصيادين من المدينة والجوار.