تسعى إسرائيل لفرض نفسها في الأزمة الروسية الأوكرانية كوسيط "مقنع" بأهداف محلية تحقق غاياتها الدولية وخاصة في الجبهة السورية، وفق اعتبارات متشابكة مع مصالح أمريكية وأخرى روسية بنفس الوقت.
على الصعيد العسكري، تشير المعطيات إلى قلق سوري من انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية بما يفسح المجال لاسرائيل باستغلال هذا الأمر وتكثيف الهجمات الجوية ضد مواقع عسكرية ضمن الأراضي السورية.
والخطوات الاسرائيلية تجاه لعب الوساطة في الصراع الدولي، تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجية للكيان مع روسيا من جهة وأمريكا من جهة ثانية، بما يحقق لها مكاسب في الحلبة السورية على حساب القوى الإقليمية الأخرى.
لا تخشى إسرائيل موقف الحليف الأمريكي القديم، إنما تسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع روسية لتتمكن من مواصلة الهجمات الصاروخية ضد أهداف سورية وإيرانية في سورية، إضافة لمنع نقل منظومات صاروخية إلى قوى حليفة للجيش السوري في المنطقة.
وتبقى سورية، الورقة التي تحرص اسرائيل على كسبها من روسيا، من ناحية ضمان عدم حصول أي توتر أو تحرك ضدها لضمان أمنها القومي إقليمياً، وسط تحذيرات من منع أي توتر مع روسيا قد يكون ثمنه اهتزاز العلاقة مع موسكو، خاصة مع وجود دعم فئات لا بأس بها من الشارع الإسرائيلي لأوكرانيا على حساب روسيا، ما قد يؤثر على العلاقات الاستراتيجية انطلاقاً من الميدان السوري، وهذا ما تخشاه حكومة تل أبيب!.
يشار إلى ترحيب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوساطة إسرائيل بين بلاده وروسيا لكنه لم يخف إحباطه أيضاً، فعندما سُئل كرجل يهودي عما إذا كانت لديه آمال في قيام "الدولة اليهودية" بمبادرات تجاه بلاده، قال: "علاقاتنا ليست سيئة، ليست سيئة على الإطلاق".