استغلال أمريكي لمنصات التواصل الاجتماعي في حربها الناعمة مع إيران

إعداد - شيماء أحمد

2022.03.29 - 06:31
Facebook Share
طباعة

 وسط التطور التكنولوجي والرقمي الذي يشهده العالم وتعدد منصات التواصل الاجتماعي، لا يغفل على القادة السياسيين استغلال تلك المنصات في علاقاتها  السياسية الخارجية، ما يطلق عليه بالحرب الناعمة.


حيث أوصى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في تقرير حول الديبلوماسية الأمريكية العامة تجاه إيران بتفعيل أدوات الحرب الأمريكية الناعمة وفق التوصيات التالية:

1-اتباع نهج أكثر فعالية من حيث التكلفة، نهج يبني على نقاط قوة القوة الناعمة للولايات المتحدة.


2- التركيز على توفير أدوات آمنة يمكن للإيرانيين استخدامها لضمان عدم الكشف عن هويتهم عبر الإنترنت والتحايل على جهود النظام القوية لتصفية الإنترنت ومراقبتها فمن شأن هذا النهج أن يعزز كل من البرامج الأمريكية الخاصة والخدمات الحكومية مثل VOA Persian، وهو منفذ لم يتعامل بعد مع هذه الضرورة الحيوية.


3-جعل مجال التركيز الأكثر أهمية هو تطبيقات الهاتف المحمول ذات معدلات المشاركة الإيرانية العالية مثل Instagram وTelegram وClubhouse - ربما مع تركيز أقل على Twitter وFacebook.


4-إعادة تركيز واشنطن على عنصر التلفزيون الفارسي، حيث تكون البرمجة حصريًا حول الولايات المتحدة، وسياسة الولايات المتحدة، ومناقشات السياسة.


5- التركيز على محتوى ثقافي يؤكد على الاختلافات بين المجتمع الأمريكي المفتوح والقيود الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية.


الجدير بالذكر أن إذاعة "صوت أمريكا" تعد أكبر وكالة بث دولية تابعة للحكومة الأمريكية، وتشكّل البرامج الفارسية حصة كبيرة من بثها.


ورغم ذلك لا تصل الإذاعة لنسبة كبيرة من الإيرانيين، فوفقاً لـ "الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي" وصلت إذاعة "صوت أمريكا" إلى ما يقرب من 16٪ من البالغين الإيرانيين في عام 2020، لكن تشير بعض تحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي إلى معدل وصول ضئيل جداً إلى الجماهير داخل إيران.


وفي حالة جمع المواطن الإيراني بين جميع المصادر، بما فيها حسابات وسائل التواصل الاجتماعي على مواقع "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام"، تصل إذاعة "صوت أمريكا" باللغة الفارسية إلى ما بين 1 و 10 بالمائة فقط من الناس مقارنةً بالإذاعات الأجنبية الأخرى.


فيما أشارت دراسة حديثة لصفحة "صوت أمريكا" على موقع "فيسبوك" إلى أن أكثر من 50 بالمائة من المستخدمين النشطين للخدمة الفارسية لا يبدو أنهم يقيمون في إيران، بناءً على ملفاتهم الشخصية وبيانات التتبع الجغرافي.


وتنوعت الجهود المبذولة لإشراك الشعب الإيراني من قبل  وزارة الخارجية الأمريكية، خلال السنوات الماضية . فموقع "السفارة" على الإنترنت باللغة الفارسية يحتوي على أقسام غنية بالمعلومات حول التأشيرات والدراسة في الولايات المتحدة ومواضيع مماثلة. ومع ذلك، هناك القليل من المواد المتعلقة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.


في المقابل، ففي إيران  تلقى إذاعة "جمهورية إيران"  قبولا وانتشارا كبيرا بين المواطنين حيث أنها تبث عبر تسع قنوات تلفزيونية وطنية وأكثر من ستين قناة محلية. وتجتذب هذه القنوات وما تقدمه جمهوراً كبيراً من الإيرانيين.


تجدر الإشارة إلى  أن الحكومة الأمريكية قد صادرت في يونيو/حزيران الماضي العشرات من النطاقات الأمريكية لمواقع إلكترونية مرتبطة بإيران.


ولم يتمكن العديد من المستخدمين من الوصول إلى المواقع الإيرانية، مثل Presstv.com وهو موقع إخباري باللغة الإنجليزية تديره الدولة الإيرانية.


وعند محاولة الوصول، يرى المستخدمون الرسالة التالية: "تم الاستيلاء على النطاق presstv.com من قبل حكومة الولايات المتحدة.


وردا على ذلك قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية  في تغريدة على موقع تويتر إن "الإدارة الأمريكية حجبت مواقع عدة وكالات أنباء وقنوات تلفزيونية منها برس تي في والعالم والمسيرة في انتهاك صارخ لحرية الصحافة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7