بعد تسريب الفرنسيين والسعودية لخبر حملتهم المالية لمساعدة اللبنانيين بما قيمته ثلاثين مليون دولار من المواد الغذائية، وصل الى بيروت يوم الخميس الرابع والعشرين من الشهر الحالي وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان عارضاً على حكومة نجيب ميقاتي تنفيذ محطتي كهرباء قيمتها السوقية ثلاثة مليارات دولار على ان يسددها لبنان بالليرة اللبنانية على عقود مقبل.
وأعلن الوزير الايراني في مؤتمر صحفي عن استعداد بلاده لتقديم مساعدات إلى لبنان في ملف الكهرباء من خلال بناء محطتين الأولى في بيروت والثانية في الجنوب وكما أبدى استعداد بلاده إلى مساعدة لبنان في اعمار مرفأ بيروت. مضيفا أن بلاده مستعدة لاعاده استئناف الرحلات السياحية بين البلدين بعد ايقافها بسبب فايروس كورونا، كما أكد وقوف الحكومة الإيرانية بكل قوة إلى جانب لبنان في تجاوز الازمات الراهنة .
هذا ما كان معلناً في الزيارة ، الا أن بعض القوى المعارضة لهذه الزيارة، اعتبرت أن بيروت هي (صندوق بريد) أرادت إيران أن توصل رسائلها إلى الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي من خلالها، لتخبرهما أن أي اتفاق سلام أو أي ملف سياسي في هذه المنطقة لن يمر الا من خلالها، حيث أن لديها نفوذ وتحالفات مع فصائل وقوى مهمة ومؤثرة في المنطقة.
"الكاتب السياسي مخايل عوض" وفي حديث مع وكالة أنباء اسيا رأى أن لبنان مازال يحظى باهتمام ذو أولوية على جدول أعمال ايران، وانها مهتمة بتثبيت السلم الاهلي وتقديم ما تستطيع لمعالجة الكارثه الاقتصادية التي تفاقمت بعد الحرب الاوكرانية. لهذا أعلنت عن استعدادها لإنشاء محطات للطاقة الكهربائية لحل واحدة من أعقد الازمات.
الزميل والكاتب خضر عواركة رأى أنه ما لم يجري توقيع الاتفاق النووي ويجري رفع العقوبات عن ايران فان الاميركيين عبر الحكومة اللبنانية لن يسمحوا بأي مساعدات فاعلة لا خليجية ولا لبنانية لأن بامكان الادارة فرض ارادتها في لبنان طالما اموال المسؤولين الرسميين واستثمارات ابنائهم تحت تهديد العقوبات الأميركية. واي عرض ايراني اذا لم توافق عليه واشنطن لن يتم تنفيذه طالما أن قيادات قوى ٨ و ١٤ اذار وما بينهما من مستقلين عن الطرفين يخشون العقوبات ويشتهون رضى أميركا حتى ولو عنى ذلك استمرار العتم ورفض عروض تستفز أميركا سواء أتت من ايران ام اتت من روسيا والصين.
ومن المعروف ان الوزير الايراني زار دمشق قبل زيارته الى بيروت وقيل أن من ضمن أهداف الزيارة الى البلدين اطلاع حلفاء ايران حول مرحلة ما بعد الاتفاق النووي وكيفية التعاطي بين الحلفاء اذا ما رفعت العقوبات عن ايران.
وأشار مخايل عوض لوكالة الى تبدل سياسي كبير في موقف دول الخليج ، من شتى الملفات في المنطقة متمثلاً بالموقف الإماراتي - السعودي الممتنع عن الاستجابة للاملاءات الأمريكية في موضوع حرب اوكرانيا ، ثم استضافة الرئيس السوري بشار الأسد وهي تحولات، من المنطقي أن تنعكس على لبنان لأن للسعودية والإمارات تأثير ونفوذ وهناك أطراف لبنانية تراهن على تدخل وموقف خليجي.