في حادثة وفاة "مثيرة للإهمال"، فارق طالب سوري الحياة في مدرسته بدمشق بسبب اختناقه أثناء تناول قطعة من الحلوى، ما أثار الجدل حول جدوى عمل الصحة المدرسية في عموم مدارس سورية.
حول تفاصيل وفاة الطفل "أحمد، ح" وعمره 14 عاماً، يقول زملاء له بأنه وخلال تناوله قطعة كيك في نهاية حصة الرياضيات، تعرض للاختناق فطلب الخروج من الصف لشرب الماء إلا أن المدرّس منعه بسبب قانون المدرسة ما اضطر التلميذ للخروج عنوة بالركض من الصف ولحق به عدد من رفاقه إلا أنه سقط في باحة المدرسة وازرق وجهه نتيجة الاختناق، ليقوم أشخاص من المدرسة بإسعافه إلى أقرب مشفى ولكنه كان قد فارق الحياة وفق ما ذكروا.
تقصير أم قضاء وقدر؟
أحد المقربين من عائلة الطفل اعتبر أن الحادثة مهما كانت فهي "قضاء وقدر" ولكن يجب إعادة النظر في قوانين المدرسة بمنع إدخال قارورات مياه إلى الحصص الدرسية وعدم السماح للطلاب أو التلاميذ بالخروج إلى الحمامات أو ما شابه، إضافة إلى عدم تأهيل كوادر الصحة المدرسية – إن وجدوا- بكيفية التعامل مع الحالات الإسعافية والطارئة.
وطالبَ بضرورة التدقيق في عمل النقاط الطبية التابعة للصحة المدرسية وكشف وظيفتها الأساسية، معتبراً أن هناك تقصير في هذا المجال والحادثة ربما تتكرر في مدارس أخرى فهل سيكون التلاميذ ضحايا لمن يشغلون وظائف دون مسؤولية أو كفاءة فعلية بهذه المناصب!
وتساءل عن دور هذه الكوادر الطبية في عملها الصحي بالمدارس قائلاً: هل مهمتها وضع لصاقات طبية على جروح بسيطة؟ أيعقل أن كوادر طبية لا تتقن عمليات الإنقاذ لأي حالة طارئة بين الطلاب؟
ترهل الصحة المدرسية
مصدر في وزارة الصحة السورية أكد عدم توفر كوادر إسعافية قادرة على التوعية الإرشادية للكوادر التدريسية من الناحية الإسعافية في الصحة المدرسية، إضافة إلى وجود خدمات إسعافية طارئة للتعامل مع هذه الحالات (الاختناق والإغماء).
وذكر المصدر أن مهام الصحة المدرسية بكوادرها الموجودة بعدد كبير من المدراس، ومنهم أطباء وممرضين وإداريين، ويوجد تقريبا ١٢٠ طبيب صحة، وحوالي ٣٠٠ طبيب أسنان, و أيضاً حوالي ٨٠٠ ممرضة بالإضافة للإداريين الذين يعملون بمجال التثقيف.
وأشار المصدر إلى أن الفرق الطبية في المدراس تعمل على الإسعافات الأولية ومدربة على التعامل مع حالات الإغماء التي تتكرر في فترات الامتحانات وتقوم بالتنسيق مع مديريات الصحة ونقل أي حالة طارئة إلى المشافي القريبة.
وذكر أنه يتم تدريب الكوادر على جميع الحالات الإسعافية، ويوجد بكل مدرسة ملف اسعافات بالمدارس حول الحالات التي يمكن أن يتعرض لها الطلاب ومنها حالات الاختناق، الحروق ،الاغماء ونوبات الصرع، ويوجد مجموعة من الاجراءات البسيطة التي يمكن أن يتعامل معها المدرسين عموماً.
وحول التعامل مع حالات الاختناق، قال المصدر إن دخول أي شيء في مجرى الهواء يجب أن يتم إخراجه عن طريق الوقوف خلف المختنق والضغط الخفيف باليدين على المعدة باتجاه الصدر كطريقة للمناورة على سبب الاختناق وإخراجه من الجهاز التنفسي بهذه الطريقة، محذراً من إدخال الإصبع بالفم كونها تسبب بدفع مسبب الاختناق إلى المجرى التنفسي وبالتالي تحدث الوفاة مباشرة.
وبين الغياب غير المبرر والتغييب لهذه الوظيفة أساساً، تعاني العديد من المدراس في سورية خاصة في الأرياف عدم وجود أي من الكادر الصحي في مواقع "الصحة المدرسية" بالأرياف وضمن مدارس عدة بقلب المدينة، ما يجعل الطلاب عرضة للموت في حال وقوع حوادث اختناق أو ما شابه من الحوادث الأخرى التي تقع في أي مدرسة من المدراس السورية.