مع احتدام الأزمة الروسية الأوكرانية، اتجه الغرب نحو فرض مزيدا من العقوبات، التي لم تستهدف نظام الحكم في روسيا فقط، بل توسعت لتطال رجال أعمال ( أصحاب المليارات) المقربين من الكرملين، وتباينت تلك الإجراءات بين تجميد حسابات مصرفية ووضع اليد على على بعض الممتلكات التي تعود إلى الأوليغارش الروس.
تلك الإجراءات دفعت بعض رجال الأعمال للهروب إلى إسرائيل، لحماية ممتلكاتهم، حيث يسمح لهم القانون الإسرائيلي بإخفاء مصادر الدخل لمدة 10 سنوات - وفقا لتقارير عبرية.
والمقصود بـ الأوليغارشية هنا؛ هي مجموعة من رجال الأعمال الذين جمعوا ثرواتهم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، من خلال عملية خصخصة الموارد الطبيعية للبلاد.
وأفادت التقارير العبرية بأن هناك بعض من الأوليغارشية سيعودون إلى إسرائيل. إذ يحمل أغلبهم الجنسية الإسرائيلية. وهو ما يؤهلهم للاستفادة بما يسمى بقانون ميلتشان، الذي نص على أنه لا يتعين على المقيمين العائدين أو المهاجرين الجدد الإبلاغ عن مصدر دخلهم لمدة 10 سنوات.
على سبيل المثال، أعلن رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش أنه اتخذ قراراً ببيع نادي تشيلسي الإنجليزي الذي يملكه منذ العام 2003، وذلك قبل أيام قليلة من بدأ فرض العقوبات عليه.
حيث استبعدت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، مالك نادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش من منصب مدير النادي بعد أن فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على الأوليغارشية الروسية. كما تم تجميد أصول أبراموفيتش البريطانية، بما في ذلك تشيلسي ، يوم الخميس كجزء من رد الحكومة على الغزو الروسي لأوكرانيا. وعلقت هذه الخطوة بيع الملياردير الروسي المرتقب للنادي.
ورومان أركاديفتش أبراموفيتش ملياردير روسي يهودي، ولد في 24 أكتوبر 1966م وهو أحد أباطرة النفط والألومونيوم والصلب في روسيا. ومالك نادي تشيلسي ( قبل فرض العقوبات)، فضلا عن أنه المالك الرئيسي أيضاً لشركة Millhouse Capital للاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر موشيه كانتور الملقب بالزعيم من أبرز المرشحين للسفر إلى إسرائيل، ففي عام 2018، قدرت فوربس صافي ثروته بـ 3.7 مليار دولار أمريكي ، مما يجعله يحتل المرتبة 29 في قائمة أغنى شخص في روسيا والمرتبة 630 في قائمة أغنى شخص في العالم. وفي عام 2019، دخل كانتور في قائمة Sunday Times Rich List لأول مرة ، بثروة تقدر بـ 2.992 مليار جنيه إسترليني ، مما يجعله يحتل المرتبة 53 في قائمة أغنى رجل في المملكة المتحدة. وفي طبعة 2020 ، تشير التقديرات إلى أن ثروة كانتور قد زادت بمقدار 496 مليون جنيه إسترليني لتصل إلى 3.488 مليار جنيه إسترليني.
وكانتور هو رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي (EJC) ، وعرف في جميع أنحاء العالم بمكافحته ضد معاداة السامية والعنصرية والدفاع عن الإسرائيليين.
ويعتبر ميخائيل فريدمان رجل الأعمال الروسي اليهودي الثالث المرشح للهجرة إلى اسرائيل. وفريدمان هو صاحب الكونسورتيوم (رابطة شركات) الذي يضم مصارف الفا بانك والفا كابيتال والفا ايكو وعدد آخر من المصارف الروسية.
وفريدمان هو أحد المساهمين في رئاسة شركة تي ني كا – في ار للنفط، ويعتبر ميخائيل فريدمان عضوا في اتحاد رجال الاعمال الروس، وقدر بعض المصادر الاعلامية الروسية ثروته بنحو 14.3 مليار دولار أمريكي.
ويعتبر فرديمان أحد الداعمين المعروفين لدولة إسرائيل، فهو نائب لرئيس المؤتمر اليهودي الروسي، ورئيس ومؤسس صندوق جينيسيس الخيري، الموجه بشكل خاص لدعم الدولة اليهودية.
فضلا عن رجل الأعمال أوليغ ديريباسكا؛ وهو ملياردير روسي ولد في يوم 2 يناير 1968 في مدينة دزيرجينسك في نيجني نوفغورود أوبلاست في جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية في الإتحاد السوفييتي وهو رئيس مجموعة إي أن و روسال وهي أكبر شركة ألمنيوم في العالم وتبلغ ثروته 6.5 مليار دولار أمريكي وهو أغنى عشرين رجل في روسيا.
وأخيرا رجل الأعمال الروسي اليهودي فيكتور فيكسيلبيرغ، الذي ولد عام 1957 في إقليم لفوف بأوكرانيا. من أب يهودي، وأم أوكرانية. وقتل كل أقربائه من اسرة والده نتيجة محرقة اليهود في أوكرانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
فيكتور فيكسيلبيرغ هو رجل الأعمال الروسي ورئيس إدارة شركة "تيومين" للنفط ورئيس شركة "رينوفا" ورئيس صندوق سكولكوفو للمبتكرات. وتقدر ثروته بحسب المعلومات التي أوردتها مجلة "فينانس "الروسية في فبراير/ شباط عام 2011 10.75 مليار دولار في اطار قائمة التصنيف لأغنى الأشخاص في روسيا، وقد تم " تتويج" فيكسيلبيرغ بشكل غير رسمي ملكا لصناعة الألمنيوم والتيتانيوم في روسيا.