ماذا عن "الخراب التعليمي" في سورية.. والمناهج المتعددة في ظل الحرب!

إعداد – عبير اسكندر

2022.03.09 - 11:34
Facebook Share
طباعة

 أدت الحرب في سورية إلى أزمة تعليمية تهدد مستقبل جيل كامل في البلاد الي طالما اشتهرت بتصدير العقول العلمية إلى الدول المجاورة وحتى الأوروبية والأمريكية، لتتراجع نسبة التعليم بشكل كبير على الكادر والبنى التحتية بذات الوقت.


 منذ بداية النزاع في مجمل الأراضي السورية، تعرضت المدارس للضرر وتوقفت الكثير منها عن العملية التعليمية ما أدى إلى تغيّب قسري للطلاب عن صفوفهم وبالتالي عدم قدرتهم على دراسة المناهج المخصصة لكل مرحلة دراسية وفق الخطة التربوية الرسمية.


ومن هذا المنطلق، استغلت هيئات أمريكية وتابعة للأمم المتحدة الوضع الراهن، وقامت بإعداد دراسة خطة متكاملة لإنشاء منظومة شاملة للتعليم الالكتروني الموازي بهدف تجاوز نظام ومسار استراتيجية الدولة السورية التعليمية وإعداد الطلاب السوريين إعداداً موحداً وفقاً لمناهج اليونيسيف.


الخطة تهدف إلى تجاوز التعليم الرسمي السوري الذي يصفونه بالمؤدلج، إضافة إلى تجاوز الفوضى في مناهج تعليم السوريين في أماكن لجوئهم والتي يعتبرها معدي الخطة بأنها أصبحت خطرة بعدما أدخلت عليها مناهج تدعو للتطرف والكراهية.


وقامت الهيئات بمشاركة المجتمع المدني بإنشاء صفوف تُدرِّس منهاج اليونيسيف "المنهاج المسرع" الذي يسـتهدف الأطفال الذين تـراوح أعمارهم بيـن 8 -15 سـنة، ولـم يسـبق لهـم الالتحـاق بالمدرسـة، ومنهم ما زالوا أميين أو الأطفال الذين يعـودون إلى المـدارس بعد التسـرب لمـدة عـام على الأقـل، ويُقبـل هؤلاء الأطفال في شـُعب خاصـة ملحقة بمـدارس التعليم الأساسـي، وفق مسـتواهم التعليمي، ويُطبّـق عليهـم منهـاج وخطة دراسـية، وضعتـهما وزارة التربية؛ حيث يجتـازون الصفوف مـن 1 حتى 8، وفق أربعـة مسـتويات، ووفـق الخطة والمناهـج الموضوعين بأربـع سـنوات يجتاز الطالب الصف بفصل دراسي واحد، ويمكن مشاركة أعمال المنظمات بخطط تهدف إلى دعم التعليم داخل المنزل، يتمكن الطفل معها من تطوير قدراته الحسابية واللغوية الأساسية، بالاستعانة بأعضاء الأسرة القادرين على الإسهام في عمليات تعليم الكتب المناهج المُسرعة التي أعدتها منظمة الونيسيف.


في وقت كانت قد أعلنت هيئة التربية والتعليم لدى «الإدارة الذاتية» الكردية، شمال شرقي سورية، اعتماد ثلاثة مناهج تعليمية للتدريس ضمن مناطق نفوذها في الأقاليم الشمالية، بينها منهاج أقرته منظمة «اليونيسف» لرعاية الأطفال.


وتتوزع المناهج المعنية على منهاج الإدارة الذاتية الخاص، ويتم تدريسه في مدارس أقاليم الجزيرة والفرات وعلى نازحي عفرين الموجودين في مناطق ومخيمات الشهباء بريف حلب، إلى جانب مخيمات النازحين السوريين. أما الثاني، فهو منهاج التربية السورية الرسمي، وسيُدرّس في المجمعات التربوية ومدارس مدينة منبج وريفها وبلدة العريمة المجاورة. فيما أقرت منظمة «اليونيسف» التابعة للأمم المتحدة، تدريس منهاجها في مدينة الطبقة ومحافظة الرقة ومدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، بعد احتجاجات أهلية رفضت تدريس مناهج الإدارة الذاتية.

في حين كانت قد نظمت مجموعات اهلية احتجاجات في مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية»، اعتراضاً على تطبيق مناهج التعليم التابعة للإدارة الذاتية، على مدارس في مناطقهم، وطالبت باعتماد منهاج منظمة «اليونيسف» الأممية إلى حين إيجاد منهاج موحد ومصدَّق لكل السوريين، وتحييد العملية التعليمية عن الصراعات العسكرية والنزاعات السياسية.


وقام مدرسون في الشمال السوري بتأليف وإعداد منهاج الثالث الثانوي، استند إلى المناهج السابقة المتبعة في شمال وشرق سورية، ومكمل للمراحل الدراسية الفائتة، بهدف أن يكون بإمكان الطالب اجتياز المراحل الدراسية الثلاث (الابتدائية والإعدادية والثانوية)، ضمن المدارس، وبالتالي لدراسة المرحلة الجامعية الموجودة في مناطق الشمال بشكل عام.


ودعا تربويون إلى ضرورة العمل على تشبيك عمل المنظمات والمؤسسات التربوية الداخلية، مع المنظمات العالمية القادرة على تقديم العون بشأن الدعم المالي والفني لقطاع التعليم والتأهيل والتدريب من جهة أخرى، محرين من تخريب التعليم القدوة الذي كان معتمداً في سنوات ما قبل الحرب، كما دعوا القوى المجتمعية الحية السعي إلى تنبيه وتحذير الرأي العام الدولي لخطورة ما ينتظر السوريين وباقي الشعوب المجاورة، من أخطار وجود ملايين الأميين السوريين على حساب التعليم العشوائي بمناهج متعددة الأهداف وفق رأيهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3