العراق يتأهب وتعزز حدودها مع سوريا خوفا من عودة الإرهاب

شيماء اسكندر

2022.03.09 - 07:43
Facebook Share
طباعة

 يعتزم العراق إنشاء جدار إسمنتي وخط رصد عسكري لتأمين حدوده مع سوريا. يأتي هذا في إطار مخاوف المسؤولين العراقيين من عودة الجماعات والعمليات الارهابية من جديد داخل الأراضي العراقية التي نجحت في السيطرة على داعش خلال السنوات الماضية.
وقال معاون رئيس أركان الجيش للعمليات قيس المحمداوي إن "هناك نية لإنشاء جدار إسمنتي على الحدود، إلَّا أن التحصينات الموجودة حالياً توفِّر الأمن اللازم" مشيراً إلى أنه يجري العمل حالياُ ل"إنشاء خط صدّ من قوات الجيش على الحدود لتأمينها".
وتأتي هذه الإجراءات من جانب الحكومة العراقية بعد اندلاع مواجهات في أواخر يناير/كانون ثان الماضي، بين عناصر من قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي "داعش" في محافظة الحسكة عقب هجوم شنه التنظيم الإرهابي على سجن غويران الذي يضم قرابة 3.500 مقاتل من التنظيم، وهو الهجوم الأكبر منذ أن فقد التنظيم آخر مناطق نفوذه في مارس/آذار 2019، بعد هزيمته في كافة الأراضي التي أعلن منها "دولة الخلافة" في سوريا والعراق عام 2014.
ويمتد شريط الحدود السوري العراقي على أكثر من 599 كيلومتراً، ويمر عبر الجزيرة الفراتية والصحراء السورية، من نقطة ثلاثية مع الأردن في الجنوب الغربي إلى نقطة ثلاثية مع تركيا في الشمال الشرقي.
وكان قادة عسكريون عراقيون قد صرّحوا في وقتٍ سابقٍ أن الجدار الإسمنتي سيمتد على طول الحدود مع سوريا، فيما يتم تعزيزه بجدار صد مكوّن من وحدات من الجيش العراقي بدلاً من قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية‎. وتتولى قوات من وزارة الداخلية تُعرف باسم "حرس الحدود" تأمين الحدود بين العراق ودول الجوار.
وكان مجلس الوزراء العراقي قد قرر في وقت سابق تخصيص مبالغ مالية لإكمال التحصينات على الحدود العراقية السورية، فيما كان، قائد قيادة حرس الحدود، حامد الحسيني، قد أكد بدء السيطرة بشكل كامل على الشريط الحدودي مع سوريا. وقال الحسيني في أكتوبر الماضي عبر بيان صحفي، إن «القوات باشرت بتحصين الحدود مع سوريا، وإكمال الأسيجة المانعة». وأضاف: إن «قوات حرس الحدود قطعت شوطاً كبيراً في تأمين الحدود مع سوريا من الجهة الشمالية الغربية لمحافظة نينوى». وأشار إلى أن «الحدود تنعم بحالة من الاستقرار الأمني وقطع أغلب عمليات التسلل الإرهابي والتهريب».
وفي كانون الثاني/يناير، أعلن الجيش العراقي عن إنجاز الخندق الحدودي مع سوريا بشكل كامل، مشيراً إلى "وضع خطط جديدة لتأمين الساتر الحدودي". ويُعتبر ملف ضبط الحدود مع سوريا من أكبر التحديات التي تواجه القوات العراقية، بسبب طول الشريط الحدودي، وقلّة الإمكانيات التي تملكها قوات حرس الحدود.
ومنذ مطلع العام 2021، زادت وتيرة الهجمات التي ينفذها مسلّحون يشتبه بأنّهم تابعون ل"داعش"، وخاصة في المنطقة المعروفة ب"مثلث الموت" الواقعة بين محافظات كركوك وصلاح الدين شمالي العراق، وديالى شرقاً، خلال محاولتهم الدخول إلى الأراضي العراقية.
وكان العراق قد أعلن نهاية العام 2017، انتصاره على "داعش" واستعادة كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها "داعش" صيف 2014، غير أن "داعش" ما يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة ويشن هجمات متقطعة توقع العديد من القتلى والجرحى.
وبدأت محاولات السلطات العراقية لضبط حدودها مع سوريا بعد إعلان العراق عن القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في أراضيه أواخر 2017، وكثّفت السلطات هذه المحاولات بداية 2021.
وتسيطر “قسد” على المناطق الشمالية من الحدود (محافظة الحسكة وجزء من دير الزور)، والقوات الأمريكية مع فصائل من “الجيش الحر” في منطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن.
وتنوعت أساليب العراق في ضبط الحدود، إذ نصب أبراج مراقبة تحتوي على قدرات وأجهزة مراقبة متطورة وكاميرات حرارية، وكذلك أسلاك شائكة، إضافة إلى حفر خندق، وتسيير طائرات دون طيار للرصد والاستطلاع، بالتعاون مع النظام السوري والتحالف الدولي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1