على قدم وساق تسعى إسرائيل إلى الانتهاء من تشكيل تحالف دفاعي مع دول قريبة وبعيدة للكيان لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة الانتحارية، التي سبق واتهمت إيران ووكلائها بإطلاقها في المنطقة.
وبحسب تقارير عبرية ، فإن التحالف الدفاعي يضم إسرائيل ودول في المنطقة أبرزها السعودية والإمارات، وأضافت أن تشكيل التحالف يأتي بعد التهديدات الأخيرة بإطلاق جماعة (انصار الله) طائرات انتحارية وصواريخ كروز على أبو ظبي والسعودية.
كما كشفت تلك التقارير عن أن قائد المنطقة الوسطى "سنتكوم"، الجنرال الأميركي كيث ماكنزي، بحث خلال اجتماعاته مع المسؤولين في البلاد تعاونا إقليميا تشارك فيه إسرائيل ودول شرق أوسطية لمواجهة تحدي الطائرات المسيرة التي تطلقها إيران ووكلائها في المنطقة، على غرار حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وغيرهم في العراق وسوريا.
ووفقا لمصادر أمنية فإن هذا التعاون من يتمحور حول تبادل المعلومات بين الدول المشاركة؛ على سبيل المثال عند اعتراض إحدى هذه الطائرات ستقوم الدولة التي سقطت فيها بجمع المعلومات حولها، ومشاركتها مع سائر الدول المشاركة في التعاون، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخبارية من أجهزة الرصد المتوفرة لكل دولة، بغية توفير إخطارات دقيقة وفي ساعة الحدث.
تركز إسرائيل حاليا على تعزيز دفاعاتها الجوية بشكل كبير، في ضوء تهديدات الطائرات المسيرة الإيرانية المتزايدة، بحسب ما أفاد تقرير لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل".
وكشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الحصول على تغطية دفاعية كاملة ودائمة فوق المجال الجوي لشمال إسرائيل، في غضون عامين، مع خطط لتوسيع التغطية في نهاية المطاف لتشمل الدولة بأكملها.
وقالت الصحيفة إن سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بشراء أنظمة رادار إضافية ليتم تثبيتها في شمال إسرائيل، وتحسين قدرة الجيش على اكتشاف الطائرات بدون طيار.
وأضافت أن الجيش قام أيضا بإجراء عدد من التحسينات على نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي قصير المدى ما سيسمح بإسقاط طائرات بدون طيار، وهو ابتكار تم اختباره لأول مرة خلال التصعيد الأخير بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، في مايو الماضي.
وتعمل الصناعات الأمنية في إسرائيل على تطوير أنظمتها في مجال الدفاع لمواجهة الطائرات المسيرة. وجدير بالذكر أن مسيّرة حزب- الله التي تسللت إلى الكيان الصهيوني، والمسماة "حسان"، والتي نجحت في التحليق 40 دقيقة داخل الأراضي المحتلة والدخول مسافة 70 كلم قبل أن تعود بسلام إلى قواعدها في لبنان، كشفت خرقاً مقلقاً في تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي رأت ضرورة إغلاقه بأسرع وقت ممكن.
يُذكر أن مجموعة من كبار الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، وبينهم رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت، كرّسوا أبحاثاً معمّقة في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، لهذا الأمر، وخرجوا باستنتاج أن "التهديد الإيراني يقع على رأس التحديات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، ولكن ينبغي أن يثير القلق الإسرائيلي أيضاً الوضع في لبنان".