فلتان أمني في ادلب وتـ ـحـ ـريـ ـ ـر الشـ ــام تلاحق المهاجرين ورجال الدين

عمر قدور

2022.02.21 - 03:06
Facebook Share
طباعة

 تعيش ادلب حالياً أسوأ أيامها، حوادث قتل وتصفيات يومية، وصلت إلى حد اختطاف الأطفال وتعذيبهم و قتلهم، ليكون هؤلاء الأبرياء فرق عملة لتصفية الحسابات، نفذ إرادتك بيدك، هي شعار بات حملة السلاح والنافذين ومتزعمي العصابات يعملون بها، والضحايا الوحيدون هم الناس العاديون والأطفال والنساء، وسط كل هذا ينشغل تنظيم تحرير الشام بملاحقة التنظيمات الأجنبية المتشددة كحراس الدين وغيرها، لا سيما بعد تصنيف استراليا لتحرير الشام ككيان إرهابي إلى جانب حراس الدين.


الجريمة تجتاح ادلب والأطفال أبرز ضحاياها

ضمن الفلتان الأمني المتزايد، وانتشار ظاهرة العصابات والبلطجة في ادلب وريفها، يعيش السكان كوابيس فقد أحبائهم وخصوصاً أطفالهم، إذ لا تشفع براءة الطفولة أمام القاتل أو الخاطف وتثنيه عن فعلته، في هذا السياق استفاقت ادلب على حادثة قتل لطفل وطفلة تم اختطافهما من أمام منزل ذويهم، ليعود الطفلان جثتين هامدتين بعد تذعيبها.


وفي المعلومات أن الطفلين نور عوض الحمودي 3 سنوات و الطفلة فاطمة عماد الحمودي سنة ونصف من بلدة الهبيط قد توفيا قتلاً عبر الخنق ، بعد أن قام مجرمين مجهولي الهوية بخطفهم من أمام منزلهم  حيثُ قاموا برمي الطفل والطفلة على باب منزلهم في مخيمات أطمة شمال إدلب.


وفي متابعة القضية قالت مصادر محلية في مخيم أطمة لآسيا نيوز بأن هناك حالة من الغضب الغير مسبوق بين الناس، وأضافت المصادر: بأن الشيخ عماد الحمودي والد الطفل المقتول نور هو أحد الخطباء والدعاة، كان قد بدأ قبل فترة بانتقاد تنظيم تحرير الشام وفسادها وممارساتها الظالمة بحق الناس، ليتم بعدها توجيه تهديدات وإنذارات للرجل بأنه سيدفع الثمن إن لم يتوقف عن ذلك، ليأتي اليوم الذي يجد فيه طفله مرمياً بعد تعذيبه وخنفه أمام منزله، وعليه ورقة مكتوب عليها بأنها هدية للشيخ .


فيما قالت مصادر مقربة من عائلة الحمودي لآسيا نيوز بأن التهديدات بدأت للشيخ عماد منذ تهجمه على ممارسات عناصر تحرير الشام الذي أطلقوا الرصاص على رأس امرأة أرملة وأم لطفلين كانت تعمل بتهريب المازوت لإطعام أطفالها، ومنذ ذلك الحين والتهديدات لم تتوقف للشيخ، وتضيف المصادر المقربة من عائلة الطفل المغدور: إن الشيخ عماد لم يكتف فقط بالتهجم على الهيئة بسبب قتل الأرملة، بل أيضاً اتهمها بالتعامل مع التحالف الدولي، ولا سيما مساعدته في عملية الإنزال في أطمة والتي راح ضحيتها نساء وأطفال.


أحد أقارب الطفل نور قال لوكالة آسيا: لو ان قاتل هذين الطفلين كان يشتم ويسب قيادة هيئة تحرير الشام او الجولاني او خرج بمظاهرة نصرة لحزب التحرير او الجيش الحر، لرأيت الدوريات الأمنية للجولاني تجوب المنطقة ليل نهار ليقبضوا عليه، لكن عندما يتعلق الأمر بقتل طفلين بريئين او امرأة أرملة مظلومة فلا نرى شيئاً، بل ويتم التغطية على المجرمين والقتلة، وختم المصدر بالقول: إن الفترة القادمة ستكون قاسية على تحرير الشام أيضاً وليس علينا وعلى سكان ادلب فقط.


جريمة قتل الطفلين تلتها جريمة قتل أخرى طالت المحامي أحمد حسين العكاش في بلدة كفردريان وليس ، حيث أقدم المدعو محمد خالد عرور على قتله بسبب خلاف مالي بينهم ثم سلم نفسه لأمنيي تحرير الشام.


الأجانب والشيوخ على لائحة المطلوبين

يسعى تنظيم تحرير الشام مؤخراً لتثبيت سلطته كأمر واقع، من أجل حكم ادلب وريفها لفترة طويلة من الزمن، حيث يضع هذا التنظيم عدة خطوات يعمل عليها حالياً من ضمنها ملاحقة تنظيم حراس الدين والمقاتلين الأجانب الذين يُسمون بالمهاجرين ، إضافةً للتخلص من الشيوخ والدعاة الذين ينتقدون سياسة تحرير الشام وذراعها المدني ما تُسمى بحكومة الإنقاذ.


في هذا السياق تشدد تحرير الشام قبضتها على رجال الدين ، حيث أرسلت الأوقاف التابعة للهيئة خطيب مسجد من بيت مكسور من الأتارب عوضاً عن الشيخ المتطوع عبد القادر عبدو الملقب بالزعيم الذي تكلم عن الفساد والإجرام والظلم الذي تمارسه الهيئة.


أما فيما يخص المقاتلين الأجانب، فقد وجه الجهاز الأمني للهيئة إنذاراً لأكثر من 30 عائلة من مختلف الجنسيات الأجنبية بضرورة إخلاء منازلهم المستأجرة أو تلك التي حصلوا عليها كغنائم حرب في مدة أقصاها 10 أيام، حيث أفادت معلومات وكالة آسيا الخاصة أن أمنيي الهيئة استدعوا عدد من العناصر، في حين وجهت إنذارات مشابهة لزوجات عناصر معتقلين في سجون تحرير الشام ، بضرورة إخلاء منازلهن قبل انتهاء المدة المحددة.


يأتي ذلك بالتزامن مع إقرار تنظيم تحرير الشام بوجود مقاتلين أجانب أو من يعرفون باسم المهاجرين في إدلب، شمال غربي سوريا، وذلك بعد يومين من تصنيف استراليا للهيئة كمنظمة إرهابية، حيث قامت الهيئة بتوجيه إنذار لكل المقاتلين الأجانب وعائلاتهم بضرورة إخلاء منازلهم والخروج من ادلب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1