كشفت مصادر عن اللقاء الذي عُقد أول أمس السبت، بين عضو كتلة "الكتائب" النائب السابق سامر سعادة وبين وفد من المكتب السياسي الكتائبي برئاسة الأمين العام للحزب سيرج داغر، الذي جاء يطالبه بالإلتزام بقرار الحزب السياسي بترشيح مجد حرب في البترون، استناداً الى ما سمّوه النظام العام للحزب.
في المقابل رد سامر سعادة، حسب المصادر، بأن "النظام العام للحزب لا ينطبق إلا عليه"، متسائلاً "كم مرة الرئيس أمين الجميل خالف النظام العام للحزب، وكم مرة خالفه نديم الجميل ويمنى الجميل، الذين لم يلتزموا مراراً وتكراراً بالنظام العام، فلماذا لم يُحاسبوا، وتريدون محاسبتي اليوم".
وقال سعادة:" إن المكتب السياسي هو الذي خالف النظام العام، وليس أنا عندما رشّح مجد حرب من دون استشارة إقليم البترون والوحدات الحزبية فيه".
واتهم سعادة " أمين عام الحزب سيرج داغر بتضليل المكتب السياسي، عندما أبلغه بأن كل الكتائبيين في البترون لا يتجاوز عدد أصواتهم ال 1500 لتبرير دعم مجد حرب، الذي يملك حسب سيرج داغر ، 6 آلاف صوتاً.
في المقابل أجرى داغر اتصالا هاتفيا بالخبير الإحصائي ربيع الهبر للتأكد أمام سامر، لسؤاله عن عدد الكتائبيين بالبترون؟، فأجاب الهبر: أن الحزب يملك 1080 صوتاً، وأن سامر سعادة يملك وحده 1570 صوتاً. وردد سامر قائلا:" الحق معي، وأن المعلومات والأرقام التي أعطيتها للحزب غير صحيحة".
وأضاف سعادة:" انتم تُفرّطون بقاعدة حزبية، هي الوحيدة الكبيرة، غير المتن الشمالي ،في الجمهورية اللبنانية والتي بناها والدي جورج سعادة حجراً حجراً، من أجل دعم مجد حرب الذي كان والده وعم والده يتهمان الكتائب في البترون بأنها سرطان".
أضاف سعادة:" افعلوا ما شئتم، إني أتخذ القرار الذي أراه مناسباً، ولن أفرط بالتضحيات". وختم سعادة قائلاً: "أنتم تُفرُطون بوحدة إقليم البترون، وبوحدة الحزب من أجل حسابات غير صحيحة، وتُضحّون لمن ضحى من أجل الحزب، مبروك عليكم ما تفعلونه وإلى اللقاء في 15 آيار".
وفي الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري، قدّم رئيس إقليم البترون في "حزب الكتائب اللبنانية" النّائب السّابق سامر سعادة، استقالته من رئاسة الإقليم.
وأشار، في رسالة وجّهها إلى رئيس "حزب الكتائب" الّنائب المستقيل سامي الجميل، إلى أنّه "لمّا كنتم قد تفاوضتم سرًّا مع مجد حرب، وأنكرتم حصول ذلك على مدى أشهر. وقد قرّرتم ألّا يكون للكتائب مرشّح عن قضاء البترون، من دون العودة إلى القواعد الحزبيّة، خلافًا للأصول الدّيمقراطيّة الحزبيّة. كما حاولتم استدراك هذا الخطأ الّذي وقعتم فيه، بعد اعتراضنا، من خلال اللّجوء إلى استشارات شكليّة، أخذت طابع الإقناع موردين ذرائع شتّى، بدلًا من سماع رأي القاعدة، خصوصًا أنّ الأكثريّة الكبرى من الّذين شاركوا في هذه الاستشارات، أبلغتكم رفضها الصّارم لهذا التوجّه. وأعاد المعنيّون هذا الكلام على مسمع الأمين العام مباشرةً، خلال الاجتماع الّذي حضره في البترون.
وتابع: قد اجتمعتم بي محاولين إقناعي بخياراتكم و بعدم ضرورة ترشيح كتائبي لأحد المقعدَين النّيابيَّين في البترون، وحذّرتكم في حينه أنّ قرارًا كهذا سيكون وقعه تدميريًّا على الوجود الكتائبي في الشمال عموما و البترون تحديدًا. على أنّي طرحت، ترشيح كتائبي آخر، إذا كنت أنا السّبب والعقدة، لكن فوجئت بإصراركم على إخلاء السّاحة لمجد بطرس حرب، حتّى أنّكم رفضتم ترشيح أيّ كتائبي معه، والسّبب هو أنّ حرب اشترط ذلك للتحالف مع الكتائب".
وتساءل سعادة "أليس في هذا الرّضوخ لشرطه، مسًّا بكرامة كلّ كتائبي في لبنان عمومًا والبترون خصوصًا؟ فالكتائب تُستأذن ولا تَستئذن، هكذا علّمنا الرّئيس المؤسّس الشّيخ بيار الجميل"، سائلًا: "ألم يؤكّد الأمين العام خلال اجتماعه بالرّفاق الكتائبيّين في إقليم البترون، أنّ المرشّح مجد بطرس حرب وقّع كتابًا يتعهّد فيه بالانضمام إلى كتلة نواب الحزب، وأعاد تأكيد ذلك في الاجتماع الأخير الّذي ضمّنا، وعندما طلبت الاطّلاع على مضمون الكتاب، تراجعتم واعترفتم بأنّ لا وجود لهذا الكتاب؟".
وشدّد على أنّه "بل أكثر من ذلك، فإنّكم لم تتطرّقوا في مؤتمركم الصّحافي الأخير إلى هذه النّقطة، بل قلتم إنّ تكتّلًا واحدًا سيجمعكم بمجد بطرس حرب، ولم تقولوا ولو تلميحًا إنّه سينضمّ إلى نوّاب الكتائب، بل انّكما ستكونان معًا في كتلة نيابية واحدة إذا حالفه الفوز". وركّز على أنّ "السّؤال المطروح يبقى: ما هي ضمانة التزام حرب بما تمّ الاتّفاق عليه، وأنتم تعلمون أنّه لا يخضع لسلطة الكتائب، وقد يحصل الافتراق غداة الاستحقاق أيًّا تكن نتيجته، وما إذا لو تمرّد حرب على قرار الكتلة الّتي وعد بالانتساب إليها؟".
ورأى سعادة أنّ "من يراهن على هذا الموضوع، إنّما يحاول القبض على سراب. لكن ما بدا واضحًا هو وعدكم لحرب وتفاهمكم معه، قبل العودة إلى المكتب السّياسي الّذي ادّعيتم أنّه صاحب القرار، بدليل أنّه كان على علم مسبق بنتيجة القرار، و قد أبلغ مناصريه بذلك قبل أيّام من اجتماع المكتب السّياسي، وطلب منهم التجمّع والتوجّه معه إلى بيت الكتائب المركزي". وتساءل: "وإلّا كيف تفسّرون وصول الشّاب المدعوم منكم مع مواكبته ومناصريه إلى البيت المركزي، بعيد دقائق من انتهاء اجتماع المكتب السّياسي؟ وهل ينطلي على الكتائبيّين هذا الإخراج الّذي تفوح منه رائحة الصّفقة المسبقة؟ أليس ما حصل يدلّ على استخفاف بالمكتب السّياسي وتجاوز لإرادته؟ أولم يكن مغلوبًا على أمره في هذه الطّبخة الّتي قُدّمت على طاولته جاهزة ومغلّفة بتبريرات وتفسيرات أحاديّة، عملتم على تسويقها، وضعته أمام الأمر الواقع؟".
وأفاد بأنّ "على طريقة "اللّهم أشهد أنّي بلّغت"، أذكّركم برفضكم اقتراحي بأن يكون للكتائب في الشّمال مرشّحان: واحد في البترون وآخر في الكورة، معربًا عن استعدادي للتنّحي إذا ارتأيتم ترشيح سواي، لأنّ فرصة وصول أحدهما شبه مؤكّدة؛ لكن لا حياة لمن تنادي"، مبيّنًا أنّ "الأمين العام لم يكتفِ بهذا الأمر، لكنّه يعمل على حشد التّأييد والدّعم لمجد بطرس حرب، من خلال إغراء رفاقنا المسؤولين الكتائبيّين في البترون، بالمال تارةً وبالمناصب الحزبيّة طورًا، وهذا الأمر يشكّل تبنّيًا فاضحًا لأسلوب السّلطة الّتي شَكونا منها، والمنظومة الّتي رفعنا شعار محاربتها. ويشكّل مساسًا بكرامة إقليم عريق بذل أبناؤه العرق والدّمع والدّم فداء عقيدتهم الكتائبيّة، وارتقى المئات منهم إلى ذرى الشّهادة من أجل لبنان وخدمته في كلّ المجالات".
ولفت سعادة إلى أنّه "لمّا كان تبنّي ترشيح مجد بطرس حرب، يعني تبنّيًا لترشيح الإقطاع البتروني السّياسي، ولمنطق التّوريث السّياسي الفج، ويشكّل انقلابًا على المبادئ والثّوابت التّاريخيّة الّتي قامت عليها الكتائب، وتخلّيًا عن الخطاب التّغييري الّذي اعتمده الحزب في السّنوات الأخيرة. ولما كان منطق ربح معركة انتخابيّة، أو تكبير حجم كتلة برلمانيّة، لا يبرّر كلّ هذه المساومات والتّنازلات.
وأختتم ثائلا :" لكلّ هذه الأسباب الّتي أَوردتها، ولأخرى سأكشف عنها عندما يحين الوقت، ولعدم قدرتي على تنفيذ القرار الّذي اتّخذتموه بتأييد مجد بطرس حرب، لعلمي وليقيني بأنّه قرار تدميري بحقّ الكتائب في قضاء البترون، ويهدّد وجودها، ويتعارض تعارضًا كبيرًا مع مصلحة الحزب، ولما كانت عودتكم عن هذا القرار غير ممكنة، ووفاءً منّي لروح والدي الّذي كرّس حياته في خدمة الكتائب ولبنان، واحتراما لتاريخي الحزبي الّذي بلغ الثّلاثين عامًا".