مليون دولار تثير الشبهات والاتهامات تتعاظم بوجه الجولاني

عمر قدور

2022.02.02 - 12:01
Facebook Share
طباعة

أثارت زيارة متزعم تنظيم تحرير الشام الإرهابي للمخيمات في سرمدا ودير حسان جدلاً واسعاً بين سكان تلك المخيمات وبين أوساط المعارضة على حد سواء، فقد تبرع الرجل بمليون دولار ، فضلاً عن حضور هامشي لما يُسمى برئيس حكومة الإنقاذ علي كدة إلى جانبه، يتزامن ذلك مع فتح ملف الانتهاكات لهذا التنظيم، وسط تزايد الأصوات المنددة به في ريف ادلب.
تبرع يثير الشبهات والغضب
مع تزايد الأنباء المأساوية عن موت أطفال رضع في المخيمات بسبب شدة البرد، والصور المتداولة عن أطفال تلك المخيمات، وارتفاع أصوات الأهالي للاستغاثة من أجل مساعدتهم، قام متزعم تنظيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني بزيارة إلى المخيمات في سرمدا ودير حسان، وذلك برفقة ما يُسمى برئيس حكومة الإنقاذ علي كدة، وتم الإعلان عن تبرع الجولاني بمبلغ مليون دولار لأهالي تلك المخيمات.
مصادر محلية كانت حاضرة خلال تلك الزيارة قالت لآسيا نيوز بأن حضور رئيس حكومة الإنقاذ كان هامشياً، إذ وقف ضمن عدد من الحاضرين وليس إلى جانب الجولاني الذي تزعم المشهد لوحده والمرافقة تحيطه ، واعتبرت تلك المصادر أن علي كدة ليس سوى موظف لدى الجولاني، وتابعت المصادر بالقول: إن عدد الأشخاص المزودين بكاميرات لتوثيق الزيارة وترويجها كانوا أكثر من مرافقي الجولاني من المسؤولين.
وختمت المصادر: منذ أشهر وسكان المخيمات يعانون البرد والجوع والحرمان، في الوقت الذي كانت تحرير الشام تقوم بفرض الأتاوات وعناصرها يقومون بمصادر بعض الخيام ولم يوفروا حتى سكان المخيمات الذين يعمل بعضهم في ادلب بمهن مختلفة، بالتالي كيف تذكر الجولاني أن يزور المخيمات حالياً .
إلى ذلك علق مصدر مقرب مما يُسمى بالجيش الوطني في ريف حلب على تبرع الجولاني بهذا المبلغ قائلاً: من أين للجولاني هذا المبلغ أساساً؟ وإن كان قد استغنى عن مليون دولار لا حاجة له بها، فكم تبلغ إذا قيمة أمواله؟ و يختم هذا المصدر لآسيا نيوز بالقول: إن ما جرى دليل على صحة الاتهامات التي تلاحق تحرير الشام بأنها فاسدة.
فيما رأت أوساط محسوبة على الائتلاف المعارض بأن ما يقوم به الجولاني مؤخراً ما هي إلا محاولات لتسويق نفسه على أنه رجل مدني وزعيم، وتضيف تلك الأوساط لآسيا نيوز: هناك مخاوف لدى بعض أخوتنا في الجيش الوطني بمناطق درع الفرات من نوايا تحرير الشام التمدد إلى تلك المناطق.
الاتهامات تتعاظم بوجه التنظيم
رغم محاولات الجولاني التسويق لنفسه ولتنظيمه قوة مدنية وسياسية وليست فقط عسكرية، إلا أن محاولاته تلك تبوء بالفشل غالباً، وتصطدم بأصوات الناس المنتقدين لسياسته، المتمثلة بالأتاوات والضرائب والابتزاز والفساد، وأخيراً القمع واعتقال كل صوت منتقد .
في هذا السياق أكدت المعلومات الخاصة لآسيا نيوز قيام تحرير الشام باعتقال أحد عناصرها والملقب بأبو محمد 6 الذي يعمل بصفته مرصداً، وذلك على إثر منشور كتبه على الفيسبوك انتقد خلاله سياسة تحرير الشام وتعاطيها مع سكان ادلب.
كما أشارت معلومات وكالة آسيا التي وصلت عبر مصادر أهلية إلى أن عناصر تنظيم تحرير الشام وبعد مصادرتهم لبيدونات المازوت البلاسكيتية من الأطفال الذين كانوا يقومون بتهريبها، قد عمدوا إلى بيع تلك الصفائح البلاستيكية لتجار مادة البلاستيك، وهو ما تقاطع مع ما أكدته مصادر محلية في دير بلوط بأن سياسة تجويع ممنهجة تتبعها الهيئة بحق الأهالي، وقد تبلورت بملاحقة كل من يعمل بتهريب المازوت.
على صعيد آخر أشارت تقارير تسنى لآسيا نيوز التأكد من صحتها عبر مصادر خاصة إلى أن تنظيم تحرير الشام قد أبرم اتفاقاً مع تنظيم قسد لشراء النفط لصالح مناطق تحرير الشام في ريفي حلب وادلب، حيث التقى وفد من شركة وتد بوفد قيادي من قسد، وأسفر اللقاء عن تزويد مناطق تحرير الشام بـ 600 طن يومياً من النفط بقيمة 120ألف دولار.
تعليقاً على ذلك قال مصدر وصف نفسه بالمطلع لآسيا نيوز بأن هذا الاتفاق بين تحرير الشام وقسد سيقوي تنظيم الجولاني مالياً، لأن النفط سيُباع في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، كما أن للاتفاق مغزى سياسي، إذ يؤكد وجود تعاون وتنسيق وقنات اتصال بين الهيئة والتنظيم الكردي، وهو ما يغضب الجيش الوطني في مناطق درع الفرات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8