قسد بين استقطاب العرب وملاحقة الأكراد المعارضين

عمر قدور

2022.01.11 - 10:46
Facebook Share
طباعة

تدخل منطقة شرق الفرات التي يسيطر عليها تنظيم قسد منعطفاً جديداً يتمثل بنشوب حرب المسيرات الممتدة من سورية للعراق ضد القواعد الأمريكية، مروراً بعودة انبعاث تنظيم داعش الإرهابي، وصولاً إلى التهديدات التي أطلقتها تركيا عبر وزير دفاعها خلوصي آكار قبل يومين من أن بلاده ستتبع استراتيجية جديدة لمحاربة وملاحقة الذين يهددون أمن تركيا بحسب تعبيره، هذا المشهد أدى إلى تصاعد ظاهرة الاعتقالات والمداهمات في مناطق التنظيم الكردي، بالتوازي مع تنامي الاحتجاجات الشعبية هناك.

اعتقالات تقف ورائها مخاوف والعشائر غاضبة

تشهد محافظة الرقة أحداثاً يتخوف أهلها من أن تتطور إلى حرب عرقية علنية بحق أبناء عشائر المنطقة، حيث شن عناصر من قسد حملة اعتقالات بحق أبناء القبائل بعد ساعات على فضهم مظاهرة ضد التنظيم الكردي وممارسته هناك.
في هذا السياق قالت مصادر وكالة آسيا نيوز الخاصة بالرقة أن عدة سيارات هامفي يستقلها جنود أمريكيون رافقت عناصر قسد الذين يستقلون سيارات دفع رباعي نوع تويوتا لشن تلك الاعتقالات في بلدة السويدية، وقد اشتركت مدرعات ناقلة للجند في عمليات الدهم.
وتضيف المصادر: تم اعتقال عشرات الشبان العرب، بتهمة تنظيمهم للتظاهرات الاحتجاجية ومشاركتهم بها، وكذلك بتهمة التأليب على ما تُسمى بالإدارة المحلية، وختمت المصادر قائلةً: لقد تسبب ما حدث بموجة غضب كبيرة بين أبناء القبائل، حيث لا يمكن استبعاد خروج تظاهرات أكبر من قبل هؤلاء للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
مراسل آسيا نيوز في الشمال السوري أكد المعلومات التي أفادت بمقتل عنصرين من تنظيم قسد جراء هجوم مسلح نفذه مجهولون في الرقة، وأضاف المراسل: لا يمكن فصل هذه الحادثة عن حملات الدهم التي ينفذها قسد بحق عرب المنطقة، وقد تكون هذه الاستهدافات ردة فعل من أبناء العشائر ضد ما يقوم به التنظيم الكردي.
وتابع مراسل آسيا : إن الأوساط الشعبية في الرقة عموماً وفي بلدة السويدية خصوصاً تعيش حالة من الغضب والسخط على قسد، وبعضهم يتوعد بتصعيد الموقف عبر الاحتجاجات.
من جهة أخرى قال مصدر محسوب على قسد لوكالة آسيا بأن السبب الرئيسي الذي دفع التنظيم لشن اعتقالات في السويدية هو وجود معلومات لديه تفيد بأن هناك خلايا تخريبية مرتبطة بالحكومة السورية، حيث الأخيرة تطلب منها العمل على تحريك الشارع والناس ضد قسد وفق قوله.

غضب عشائري واستياء لأحزاب كردية

أمام تنظيم قسد معادلة معقدة في مناطق سيطرته، تتمثل في استمالة العشائر العربية وخرق صفوفها، و أمان جانبها، وفي ذات الوقت ملاحقة الأكراد المعارضين لقسد وحزب الاتحاد الديمقراطي، وهؤلاء غالبيتهم ينضوون ضمن ما يُسمى بالمجلس الوطني الكردي.
في هذا السياق أكدت مصادرة وكالة آسيا نيوز في الحسكة بأن هناك حزب البناء والتطوير السوري الذي يتم الحديث عن تشكيله مؤخراً ينال زخماً من قبل قسد، وتضيف المصادر بالقول: أن الهدف من هذا الحزب الذي يضم العرب بغالبية ساحقة ضمن صفوفه هو شق الصف ضمن قبيلة شمر إحدى أكبر قبائل المنطقة.
وتتابع المصادر: إن المدعو محمد قانع الحران أحد وجهاء قبيلة شمر هو من سيتولى رئاسته، وهو بات معروفاً في الأوساط العشائرية بلقب رجل قسد في الحسكة.
إلى ذلك علقّت مصادر عشائرية من قبيلة شمر لوكالة آسيا نيوز على دعم التنظيم الكردي لذلك الحزب بالقول: إن نوايا قسد خبيثة وهي تستهدف المكون العربي، والهدف من الحزب هو أن تطوع القبائل العربية، أو على الأقل أن تخلق شرخاً بينها، إذ ستنقسم القبائل بين المنضوين في هذا الحزب الذي سيحصل على ميزات، وبين أبناء القبائل الذين يرفضون الانضمام له، كما أن قبيلة شمر لن تقبل أن تنسلخ عن جسدها العشائري، حيث ترتفع الأصوات في عشائر التومان والأسلم وسنجارة بالتنديد بموقف الحران ، و يعتبر بعض أبناء تلك العشائر بأنه يخون الإرث العشائري وفق رأيهم.
بدورها أكدت مصادر مقربة من شيخ شمر حميدي دهام الجربا بأنه غاضب جداً مما يقوم به الحران، لأنه يتهدد زعامته العشائرية، مضيفةً بأن الجربا لا يتعامل إلا بما هو ضروري مع قسد ويحتفظ بالسقف العشائري ويقدم مصالح أبناء جلدته، وهو على عكس ما يبديه الحران الذي بدأ بالترويج لفكرة الإدارة الذاتية تحت قيادة قسد، ويصف حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه شريك وحليف مصيري.
وفي الوقت الذي يسعى فيه قسد لاستقطاب العرب عبر حزب جديد، يعمل على ملاحقة الأكراد المعارضين له، والذين يعتبروهم يشكلون خطراً أكبر عليه مما يشكله المعارضون العرب، في هذا السياق أكدت مصادر مقربة من تيار المستقبل الكردي لوكالة آسيا اختطاف عضو مكتب العلاقات العامة، عبد الرحيم تمة، وأضافت : كما وجهنا اتهامنا لحزب الاتحاد الديمقراطي بالضلوع في عملية الاختطاف أمام وسائل إعلام عدة، نعيد ذات الاتهام من على منبر آسيا لذلك الحزب.
من جهته قال مصدر خاص من حزب يكيتي فضل عدم الكشف عن اسمه بأنه كانت لديه مخاوف سابقة من أن يقوم الاتحاد الديمقراطي عبر قسد والأسايش بملاحقة أنصار المجلس الوطني الكردي، ولقد تحقق ذلك بالفعل للأسف.
وأضاف المصدر لآسيا نيوز : بأن اختطاف تمة سيتحول إلى قضية رأي عام بين الأكراد، وسيتم نقل قضيته إلى أروقة الأمم المتحدة بمساعدة أصدقاء المجلس الوطني الكردي الأوفياء في المنطقة والعالم.
وختم المصدر بالقول: إن اختطاف تمة، يؤكد صوابية موقفنا السياسي المعارض للاتحاد الديمقراطي، وهو أنه حزب ديكتاتوري يريد الاستئثار بالسلطة و تمثيل الأكراد لوحده، وهو ما ترفضه الأحزاب الكردية الـ 15 المنضوية في المجلس الوطني، كما يرفضه العديد من الأكراد، بل حتى إن حاضنة قسد بدأت بالانتفاض عليه بسبب ملف خطف القاصرات وتجنيدهن في صفوفه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9