تسمية شيخ عقل الدروز.. "العمائم المسيسة" تطيح بالتوافق!

يوسف الصايغ - بيروت

2021.09.07 - 12:20
Facebook Share
طباعة

مع إقتراب موعد اقفال باب الترشيحات لمنصب شيخ عقل لدى طائفة الموحدين الدروز في العاشر من أيلول الحالي، يبدو ان الاجواء التفاؤلية التي كانت سائدة لجهة التوافق على إسم شيخ العقل الجديد، تبددت بعد إعلان ترشيح الشيخ سامي أبي المنى أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية والذي يتولى أيضا رئاسة اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي، والمحسوب سياسيا على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
في هذا الإطار تعتبر مصادر مطلعة عبر وكالة أنباء آسيا أن "ترشيح الشيخ أبي المنى مع التقدير الكامل لشخصه ودوره، الا ان هذه الخطوة من شأنها أن تعيد خلط الأوراق وتبدد الأجواء التوافقية، التي كانت المرجعيات الروحية الكبيرة في طائفة الموحدين الدروز تعمل على بلورتها، من اجل تكريس التفاهم على إسم شيخ عقل جديد، يكون جامعاً على المستوى الديني بعيدا عن اي قرارات أو إملاءات سياسية.
كما تشير المصادر الى ان خطوة ترشيح الشيخ أبي المنى والتي جاءت بعد زيارة النائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب ونائب الأمين العام لحركة النضال طارق الداوود وبحضور شيخ العقل المُعين نصرالدين الغريب الى دمشق ولقائهم الرئيس بشار الأسد، يعني ان السياسة لا زالت تلعب دورها في إستحقاق مشيخة العقل، وهو أمر لا تحبذه المرجعيات الروحية لأنه يزيد الإنقسام داخل أبناء الصف الواحد، وبالتالي فإن المطلوب بالدرجة الأولى ابعاد السياسة عن هذا الاستحقاق لأن مفهوم "العمائم المسيسة" سينعكس سلبا على دور ومكانة مشيخة العقل، التي لطالما كانت تلعب دورا محورياً على المستوى الديني، وتجمع أبناء طائفة الموحدين الا ان التدخلات السياسية أفقدت مشيخة العقل دورها ومكانتها، وهذا ما لا يجب تكراره في الاستحقاق الحالي.
وتعرب المصادر عن مخاوفها من ان تؤدي خطوة ترشيح الشيخ ابي المنى المحسوب على جنبلاط، الى خطوة مقابلة من قبل الفريق السياسي الآخر داخل طائفة الموحدين الدروز والذي يضم النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب وباقي القوى الدرزية كالنائب السابق فيصل الداوود، ما يعني ان الانقسام السياسي سيعود مجددا الى الواجهة وبالتالي فإن التوافق حول تسمية شيخ عقل جديد سيتبدد مجدداً.
وتختم المصادر مؤكدة ان لا حل لأزمة مشيخة العقل في ظل التجاذب السياسي الحاصل مؤخراً من خلال ترشيح الشيخ ابي المنى الا من خلال العمل على وضع هذا الملف في عهدة المرجعيات الروحية داخل طائفة الموحدين الدروز، ومنع أي تدخل سياسي لأنه سيؤدي الى مزيد من الشرذمة، ما سيفقد مشيخة العقل دورها المعهود كمرجعية جامعة بعيدا عن الآرء والتوجهات السياسية لكل فريق داخل طائفة الموحدين الدروز.
وعليه تبقى الآمال معلقة على امكانية إخراج إستحقاق انتخاب شيخ عقل جديد لطائفة الموحدين الدروز من دائرة التجاذب السياسي، حيث يوجد حاليا في لبنان شيخا عقل لطائفة الموحدين الدروز، فالشيخ نعيم حسن المقرب من «الحزب التقدمي الاشتراكي» والمنتخب في المجلس المذهبي الدرزي المحسوب ايضا على جنبلاط والحزب، يقابله وجود الشيخ نصر الدين الغريب والذي تم تعيينه قبل سنوات من قبل النائب طلال أرسلان والوزير الأسبق وئام وهاب وباقي القوى الدرزية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6