بعد مغازلة الولايات المتحدة.. تركيا تلجأ إلى استرضاء روسيا

إعداد - رؤى خضور

2021.07.13 - 11:37
Facebook Share
طباعة

 في اجتماع بين وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في منتجع أنطاليا في 30 حزيران/يونيو، ترك لافروف الاجتماع بانطباع بأن تركيا لن تذعن للضغط الأمريكي للتخلي عن إس -400 ، بالإضافة إلى تأكيدات بأن قناة إسطنبول لن تعطل اتفاقية مونترو للعام 1936، التي تضمن لروسيا تقييد وصول القوات البحرية الغربية إلى البحر الأسود.

يبدو أن أنقرة تحاول الآن تهدئة روسيا وطمأنتها بعد خطواتها في إصلاح العلاقات مع الغرب، فقد قام الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً باستثمارات في الجبهة المناهضة لروسيا، حيث قام ببيع طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا وبولندا وفتح اتفاقية مونترو للنقاش في وقت كانت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا حريصتين على تعزيز وجود الناتو في البحر الأسود، وفي أحدث تحركاته لكسب تأييد واشنطن، عرض تأمين مطار كابول بعد انسحاب قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في أيلول/سبتمبر، وكان يأمل في تحقيق مكاسب في ملفات صعبة مع واشنطن، بما في ذلك خلاف S-400، ودعم واشنطن للأكراد السوريين. 

وبالرغم من أن إيماءات أنقرة فشلت في إحداث أي تغيير ملموس في موقف واشنطن، إلا أنها ساعدت في إنقاذ المظاهر، فعاد أردوغان من لقائه مع جو بايدن في بروكسل مرتاحاً إلى حد ما ولديه مساحة أكبر للمناورة لتأجيله في الوقت الحالي تصعيداً جديداً في العلاقات الثنائية.

وفي إشارة واضحة إلى أن موسكو على استعداد لتجاهل لعب أنقرة على الطرفين، أشاد لافروف بـ"الموقف المبدئي" لأنقرة بشأن أنظمة إس -400، كذلك من خلال استئناف الرحلات السياحية إلى تركيا وتزويدها بلقاحات COVID-19، حسب ما ذكر في تقرير لوكالة رويترز. 

ويرى الصحافي التركي، فهيم تستكين، في مقال نشره موقع المونيتور في 7 تموز/يوليو، أن هذه الديناميكية غير العادية في العلاقات التركية الروسية لا تعني أن موسكو قد أذعنت لتحالف أنقرة مع كييف ضد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعم مساعي أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الناتو والتعاون مع أجندة بولندا المعادية لروسيا، ويبدو أن كلا الجانبين مضغوط للحفاظ على الأجواء الإيجابية بينهما.

وبحسب تستكين، استندت حسابات تركيا قبل اجتماع بايدن وأردوغان إلى الآمال في أن تقنع واشنطن على الأقل بتخفيف دعمها لقوات سورية الديمقراطية مقابل التضييق على روسيا في غرب الفرات، لذلك نُظر إلى عدة هجمات على جنود أتراك من قبل قوات مجهولة على أنها تحذير غير مباشر من روسيا. 

ومع ذلك ، أعرب لافروف عن تقديره لما وصفه بـ "نية أصدقائنا الأتراك استخدام أول فوج قدمته روسيا من أنظمة الصواريخ  S-400"، ربما بدت كلماته مقلقة لواشنطن، لكنها قد تكون أيضًا مجرد تشجيع لتركيا.

وفيما يتعلق بليبيا، حيث دعمتا القوات المتناحرة، فلم تتخذ تركيا وروسيا بعد إجراءات جديدة بعد تفاهم مبدئي ورد أنهما توصلا إليه في مؤتمر برلين في 23 حزيران/يونيو لبدء الانسحاب المتبادل للمقاتلين الأجانب.

وبيّن الكاتب أن النزاعات في سورية وليبيا مازالت تختبر العلاقات التركية الروسية حيث تتناوب بين التنافس والتعاون، فيما أصبح انخراط تركيا الجريئ في خطط الناتو في البحر الأسود بمثابة تحدٍ خطير لروسيا، ما دفع موسكو إلى تذكير أنقرة بخطوطها الحمراء في شبه جزيرة القرم.

سلسلة من التحركات المحفوفة بالمخاطر وغير المحسوبة، من التدخلات في سورية إلى شراء S-400، تركت أردوغان عالقاً بين الولايات المتحدة وروسيا، ودفعته لرفع تحدي القوتين ضد بعضهما، وبالرغم من أن هذه الحلقة المفرغة قد تكون أوتيت ثمارها في بعض الأحيان، إلا أنها فشلت في انتشال تركيا من المشاكل الإقليمية العالقة فيها، وكلما استمرت فيها، كلما غرقت أكثر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10