تركيا تخطط لاستخدام مقاتلين سوريين في أفغانستان

إعداد - رؤى خضور

2021.07.13 - 06:01
Facebook Share
طباعة

 أشارت تقارير إعلامية إلى أن تركيا تعمل الآن على تجنيد مسلحين لمهمتها المخطط لها لتأمين مطار كابول في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، وبحسب مركز الفرات الإعلامي، وهو منبر إخباري كردي سوري، فإن أعضاء في جهاز المخابرات الوطني التركي بحثوا ذلك مع ممثلين عن عدة فصائل متمردة تحت لواء ما يسمى "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وقال التقرير إنه تم إبلاغ الفصائل ببدء الاستعدادات لنشر 2000 مقاتل في أفغانستان، مضيفاً أن ممثلي المتمردين طلبوا رواتب شهرية قدرها 3000 دولار للمرتزقة، وأفادت وسائل إعلام كردية سورية أخرى بأن الاجتماع جرى في قرية حوار كيليس بالقرب من بلدة أعزيز، على مقربة من الحدود التركية، وطلب ضباط المخابرات 2600 مرتزق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا ستقوم بتجنيدهم من خلال عقود رسمية مع شركات أمنية تركية خاصة، وبحسب المرصد فإن العملية سيشرف عليها ضباط مخابرات أتراك لأن أعضاء الفصائل لا يثقون بقادتهم، وبموجب الخطة سيكلَّف المرتزقة بشكل أساسي بحراسة مطار كابول والمباني الحكومية دون أي تدخل في عمليات ضد طالبان.

وقد سبق لتركيا أن جنّدت مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب حلفائها في ليبيا، وأثار ذلك جدلاً بين المرتزقة أنفسهم بسبب عدم حصولهم على المبالغ الموعودة، وسرقة قادتهم لأموال كانت مخصصة للرواتب، ولم يُسمح للمقاتلين الذين أرادوا العودة إلى سورية، ولم يتم دفع التعويضات الموعودة للمرتزقة الجرحى أو عائلات القتلى، وفقاً.

ونفت أنقرة  نقل مقاتلين إلى ناغورنو كاراباخ، رغم التقارير الكثيرة التي تشير إلى عكس ذلك، أما بالنسبة لليبيا، فقد تبع إنكارها الأولي اعتراف، ليصبح ملف "المرتزقة" بعد ذلك موضوعاً علنياً في سياستها تجاه ليبيا، وأصبح المقاتلون السوريون الآن قضية أساسية في عملية التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، إذ تسعى أنقرة لاستخدامهم كورقة مساومة لتأمين نفوذها في ليبيا ما بعد الحرب. 

وفي هذا السياق، ذكر فهيم تستكين لموقع المونيتور في مقال نُشر في 12 تموز/يوليو، أنه لا يمكن رفض التقارير حول قيام تركيا بتعبئة المرتزقة لصالح أفغانستان، بالنظر إلى أن أنقرة لم تواجه أي ضغوط أو عقوبات دولية لاستخدامها مقاتلين أجانب في صراعات إقليمية أخرى، وقد عملت أنقرة جاهدة لتبرير مثل هذه المهمة في الداخل، إذ سيكون للهجمات على القوات التركية في أفغانستان تكلفة سياسية داخلية يمكن أن يتجنبها اختيار "المرتزقة" السوريين. 

علاوة على ذلك، تسعى أنقرة للحصول على حزمة من المساعدات المالية والعسكرية من حلفائها الغربيين لمهمة المطار، بالتالي فإن نفقات "حراس الأمن الخاصين" جزء مهم من هذه المساعدات. 

ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختار إضافة كيانات أمنية خاصة تركية إلى أدوات سياسته الخارجية التوسعية، مستوحٍ ذلك من أمثلة غيره مثل مجموعة فاغنر الروسية، وقد توفر فصائل المعارضة السورية مجموعة دائمة لشركات الأمن الخاصة التركية في التدخلات الإقليمية المستقبلية بعد المهمة الأفغانية المخطط لها، ومع ذلك، فإن أي مشاركة مرتزقة في المهمة تتطلب موافقة كل من التحالف الدولي والجهات الفاعلة المحلية في أفغانستان. 

ورداً على سؤال حول خطط تركيا المزعومة لتجنيد مرتزقة سوريين في أفغانستان، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الأسبوع الماضي إنه ليس في وضع يسمح له بتأكيد التقارير بالرغم من أنه لم يستبعد ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن عدد القوات التركية في أفغانستان يبلغ حالياً 600 جندي، وهي مسؤولة عن إدارة القسم العسكري من مطار كابول كجزء من مهمة الدعم الحازم لحلف الناتو، ومن المتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة  بنحو 650 جندياً لتوفير الأمن للدبلوماسيين، وفقاً لوكالة أسوشيتيد برس. 

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يظل عدة مئات من الجنود الأمريكيين في مطار كابول، ربما حتى أيلول/سبتمبر، لمساعدة نظرائهم الأتراك في المهمة الجديدة، والأهم من ذلك، أن طالبان توسع بسرعة سيطرتها على الأراضي، بما في ذلك على طول الحدود مع إيران وطاجيكستان وأوزبكستان، في حين أن المهمة التركية المقترحة مازالت غير مؤكدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6