"افعل.. ولا تفعل، وسوف أكافئك بالحلوى المفضلة". تستخدم معظم الأمهات هذا المفهوم في تربية الأطفال، لحثهم على تجنب السلوك السيئ، ولكن هل يعد هذا الخيار الأفضل؟
قد يبدو هذا النهج مفيدا على المدى القصير، غير أنه قد تكون له عواقب طويلة المدى لا يربطها كثير منا ببعضها البعض.
عندما ننظر إلى أرقام السمنة ومرض السكري، قد ندرك أننا نربي جيلا من الأطفال الذين قد تنخفض معدلات أعمارهم بسبب نمط الحياة الذي يعرضهم بشكل كبير لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
عند مكافأة الأطفال بتقديم الحلويات سيربطون بين السعادة والمذاق شديد الحلاوة، وهو ما يعني مقاومة الأطعمة التي لا تحتوي على المذاق نفسه، مثل الفاكهة والخضروات والحبوب والبروتينات.
وأظهرت الأبحاث حول عادات أكل الأطفال أن الأطعمة التي نكافئ بها الأطفال تصبح مرغوبة أكثر مما لو قدمت في صورتها العادية؛ لذلك عندما يتم استخدام الحلوى مكافأة، فإن الأطفال يحبونها أكثر ويريدونها أكثر، ومن ثم تصبح شريكا أساسيا في حياتهم.
وبوصفنا بالغين، يمكننا المساعدة في تعليم الأطفال أن إعطاء شيء غير صحي كنوع من المكافأة يمكن أن يرسل رسائل مختلطة؛ لذا قد يصبح البديل الصحي مشاعر إيجابية من الأم لطفلها، كالأحضان والتقدير المعنوي، أو لصق نجمة صغيرة على الوجه؛ ليشعر الطفل بأن السلوك يقابله امتنان وليس مكافأة مادية.
الأطفال لا يعبؤون كثيرا بالحلويات، هم في الأساس لا يعرفونها، بل نحن من ندفعهم إلى طريق إدمانها منذ البداية كوسيلة لإسكاتهم عن البكاء أو لحثهم على السلوك الجيد أو مكافأة لمنحهم السعادة، فإذا قدمت لطفلك أحضانا وقبلات أو ركوب الدراجة مع العائلة أو رحلة إلى المسبح أو الشاطئ؛ فإنها ستكون مكافأة أعظم وأكثر متعة من الحلويات.