ذكرى تدنيس الاحتلال الفرنسي للأزهر

اعداد جوسلين معوض

2021.06.22 - 12:14
Facebook Share
طباعة

في مثل هذه الايام قبل ما يزيد على قرنين من الزمن وبالتحديد يوم 20 يونيو/حزيران 1800. تعاد للأذهان ذكريات مؤلمة عندما دنس الفرنسيون الجامع الأزهر بخيولهم وقتلوا شيوخه وحاكموا طلابه ثم أغلقوه تماما.
بداية، حاول قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت جذب تعاطف المصريين، في خطاب ألقاه بالإسكندرية عقب دخول قوات الاحتلال للمدينة الساحلية في يوليو/تموز 1798.
وأنشأ نابليون ديوانا من شيوخ الأزهر كلفهم بإدارة شؤون القاهرة، ثم حاول الوصول لفتوى من أئمة الأزهر من شأنها أن تسمح بجواز الولاء لنابليون بموجب الشريعة الإسلامية، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.
لم يلبث أن اشتعلت الأوضاع في القاهرة بقيادة شيوخ المساجد، حيث بدأت ثورة القاهرة الأولي في أكتوبر/تشرين الأول 1798، ليدوي الأذان في القاهرة من آلاف المساجد، ثم يجلجل النداء عقب كل أذان "حي على الجهاد" ليدرك الفرنسيون أن القاهرة ليست الصيد السهل الذي ظنوه.
تجمع الثوار في الجامع الأزهر، في وقت لجأ أعضاء ديوان شيخ الأزهر إلى نابليون طالبين منه التوقف عن ضرب القاهرة بمدافعه، فطلب منهم الاتصال بالثوار لإلقاء السلاح، وهو ما ما رفضه الثوار ورفضوا دخول أعضاء الديوان إلى الجامع الأزهر.
لم يتصور أحد أن يفكر الفرنسيين في تدنيس الجامع الأزهر، لكن الغضب أعمى قادة الاحتلال، فصدرت الأوامر بضرب الأزهر بالمدافع المنصوبة في القلعة والمقطم "ولتكن المدافع في أصلح موقع ليكون الضرب أشد أثرا، والاستيلاء على مداخل الأزهر والمنازل الموصلة إليه، واقتحام الجامع بالجنود تحت حماية المدافع وقتل من يتحداهم، وحرق المنازل التي تلقي منها الحجارة".
وهكذا اشتعلت القاهرة وانهالت القنابل على الجامع الأزهر، وفي المناطق المحيطة به في الغورية والفحامين، واقتحمت كتائب الجنود الشوارع الموصلة للأزهر، وصار الثوار محاصرين بنيران الجنود وضربات المدافع، وأوشك الجامع الأزهر أن يتداعي من شدة الضرب.
يقول مؤرخون واصفين ما جرى يومها في أهم مساجد القاهرة "دخلوا إلى الجامع الأزهر راكبين الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهارات، وهشّموا خزائن الطلبة، ونهبوا ما وجدوه بها من المتاع والأواني والقصاع والودائع والمخبآت بالدواليب والخزانات، ودشتوا الكتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها، وكسروا أوانيه وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عرُّوه، ومن ثيابه أخرجوه…".
إن هذا الحادث سيظل في ذاكرة المصريين وعقلهم الجمعي، مثل اقتحام المسجد الأقصى، عندما يحتل من يخالفك رمزا دينيا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6