في ظل تعاقب الأزمات على شتى الصعد لا سيما الاقتصادية والاجتماعية، بات الهاجس الأمني يؤرق الجميع بظل الحديث عن سيناريوهات قيد التحضير للعبث بالإستقرار على الساحة اللبنانية، في هذا السياق وبحسب مصادر متابعة يمكن رصد جملة من المعطيات في الشمال اللبناني من الخط الممتد من العريضة الى وادي خالد، حيث يتم الحديث عن عودة عناصر لبنانية من مخيمات التدريب التركية في محافظة إدلب السورية الى شمال لبنان، وفي هذا السياق تشير المعلومات الى نشاط للمجموعات المتطرفة على غرار الخلية التي نفذت عملية كفتون في أيلول الفائت.
وفي الوقت الحالي يسعى أفراد على صلة بالتنظيمات الإرهابية على تعزيز النزعة الدينية، ويأتي ذلك في سياق النشاط التركي في القرى المحيطة بوادي خالد والتي تقطنها غالبية من التركمان، ولهذه الغاية تم استقطاب اعداد من الشباب اليافعين الذين تتراوح أعماره بين الـ١٧ عاما والـ٢٧ عاما بذريعة الدراسة في تركيا كما تم منحهم الجنسية التركية، ولم يقتصر الأمر على التركمان فقط، بل شمل فئة من "الشباب السني" لا سيما المتعلمين وحملة الشهادات، وتم تقديم الحوافز لهم ودفعهم لإكمال تعليمهم العالي في تركيا، وللغاية تم تأمين سفر حوالي ٧٠٠ من شباب تلك المنطقة الى اسطنبول لمواصلة تحصيلهم العلمي، بعد توفير دخولهم الى الجامعات مع توفير الاقامة لهم في المساكن الطلابية.
وبحسب المعلومات يبدو واضحا ان البصمات التركية موجودة في شمال لبنان لا سيما في عكار وان كانت تتخذ أشكالا مختلفة، وتشير الى أن الجانب التركي بدأ منذ مدة بصرف راتب يقدر بحوالي ١٥٠ دولار أميركي شهريا لكل شاب، وبحسب المصادر فقد شكا عدد من الشباب لأهاليهم خلال إتصالهم بهم من تدريب اللياقة البدنية اليومي نظراً لقسوته، وهذا الأمر دفع ببعض الشبان للمطالبة بالعودة الى لبنان، واصفين الأمر بأنهم في معكسر تدريبي وليس في سكن طلابي، وهذا ما يطرح السؤال بحسب المصادر حول حقيقة الدور التركي في الشمال عموما وفي عكار تحديدا لا سيما في وادي خالد، فهل استقطاب الشباب يأتي في سياق المخطط الأمني المرسوم؟
وتشير المصادر الى ان التنسيق بين القوى والتيارات ذات الطابع الإسلامي خجول نوعا ما، بإستثناء التواصل القائم بشكل هادىء بين الجماعة الاسلامية مع بعض الحركات الاسلامية الهادئة لا سيما حزب التحرير والمتواجد في مخيم البداوي وطرابل، أما على صعيد المخيمات الفلسطينية شمالا (البداوي والبارد) والتي شهدت تسلل عناصر ارهابية الى داخلها في وقت سابق، يبدو ان وضعها تحت السيطرة من قبل الفصائل الفلسطينية والتي تقوم بالتنسيق والتواصل الدائم مع شعبة المعلومات ومخابرات الجيش والجيش اللبناني ما يجعل من المخيمات مكشوفة للأجهزة والقوى الأمنية.
وفي مدينة طرابلس تشير المصادر الى أن طرابلس ومحيطها في حالة غليان لكن الأمور لا تزال تحت السيطرة من قبل القوى الامنية والجيش، واللافت ظهور جماعات وحركات مدنية جديدة منضوية تحت قوى الثورة، إضافة الى ظهور حركات اسلامية جديدة وبأسماء مختلفة حيث تقوم بتوزيع المساعدات وهي في غالبيتها ممولة من تركيا، الا أن الجماعات ذات التوجه الاسلامي في طرابلس مسيطر على اغلبيتها من قبل مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية.