امتدت الاحتجاجات العنيفة التي بدأت الأسبوع الماضي بحي سيدي حسين غرب تونس العاصمة اعتراضاً على عنف الشرطة، الذي أدى لمقتل شاب وسحل آخر "عارياً"، إلى أحياء شعبية أخرى بالمدينة مساء الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021.
حيث أفادت وكالة الأناضول بأن شباباً تجمعوا في حيي التضامن والانطلاقة وأغلقوا طرقاً ورشقوا سيارات الشرطة بالحجارة بينما أطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريقهم.
كما تجددت الاحتجاجات في حي "سيدي حسين" نفسه والممتدة منذ أسبوع، وذلك للمطالبة بكشف ملابسات وفاة شاب عقب تعرضه للضرب المبرح من عناصر أمنية، وفق اتهامات من ناشطين.
و انطلقت مسيرة احتجاجية من أمام منزل الشاب المتوفى "أحمد بن عمارة" باتجاه المكان الذي عُثر عليه فيه، وهو مصاب بجروح بالغة، قبل أن يفارق الحياة بعد نقله إلى أحد مشافي المدينة.
وتوجهت المسيرة إلى وسط الحي الشعبي ومنه نحو مركز الأمن، دون تسجيل اشتباكات تذكر.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بعنف الأجهزة الأمنية وتطالب بكشف حقيقة مقتل الشاب.
وردد المشاركون هتافات، منها "تحقيق العدالة لأبناء سيدي حسين"، و"سيدي حسين في الجمهورية والوضعية هي هي (نفسها)"، و"الكرامة والحرية للأحياء الشعبية".
كان الرئيس التونسي قيس سعيد قد حذر الجميع من أن الأوضاع في بلاده شديدة الخطورة، متهماً ما سماها "لوبيات" بالعمل خلف الستار وافتعال أزمات من أجل البقاء في السلطة، مؤكداً أنه سيعمل على تطبيق الدستور حرفياً.
وتفجرت الاحتجاجات عقب نشر مقطع مصور يظهر شرطياً يسحل طفلاً في حي سيدي حسين بعد أن نزع كل ثيابه، مما أحدث صدمة وأثار غضباً شديداً وشكوكاً في مصداقية خطط إصلاح جهاز الشرطة بعد ثورة 2011.
وتوفي أيضاً الأسبوع الماضي شاب بعد وقت قصير من اعتقاله. وتتهم عائلة الشاب الشرطة بالتسبب في قتله بعد ضربه على رأسه، وهو ما نفته وزارة الداخلية. وكانت الواقعتان من الأسباب الرئيسية لتفجر موجة الاحتجاجات الجديدة.
ودعت منظمات حقوقية إلى احتجاج يوم الجمعة اعتراضاً على إفلات رجال الشرطة من العقاب.