الفاروق و الجولاني...هل اندلعت حرب الجهاديين في ادلب ؟

حمزة نصار

2021.06.16 - 11:23
Facebook Share
طباعة

تستمر هيئة تحرير الشام بشن حرب تصفية منظمة لجميع الحركات والتيارات "الجهادية" المتواجدة في ادلب، حيث قامت دورية عسكرية تابعة للهيئة باعتقال 4 مسلَّحين من تنظيم حراس الدين التابع لـ "تنظيم القاعدة" بعد مداهمة منازلهم في بلدة الفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي.
يأتي ذلك مع ورود تقارير ومعلومات تفيد بأن هيئة تحرير الشام وبعد الانفتاح الأمريكي والغربية عليها، بدأت بحرب التصفيات تلك، كون ذلك كان المطلب الأول للاستخبارات الأمريكية والبريطانية لإثبات الجولاني حسن نيته وصدق دعواه بأنه لن يشكل خطراً على الدول الغربية.
في هذا السياق كشف مصادر وصفت نفسها بالجهادية أن حرب الاغتيالات والتصفيات التي يشنها الجولاني حالياً ضد من كانوا أخوته بالأمس تعود لعدة أسباب، أولها أنه يعرفهم جميعاً ، لاسيما عندما كانوا برفقة بعضهم في أفغانستان، وهو يخشى من أن يتحول أي من هؤلاء إلى منافس له في حكم المنطقة، والأمر الثاني رغبة الجولاني بفرض سطوة الهيئة وسلخ نفسها عن الجسد الجهادي بعد أن كانت مصنفة لسنوات على أنها جناح لتنظيم القاعدة في بلاد الشام، والأمر الأخير كما هو معروف يقوم الجولاني بما يقوم به بعد طلب واشنطن منه القيام بالقضاء على جميع التنظيمات السلفية، من أجل أن تستطيع الإدارة الأمريكية الترويج لتحرير الشام في المجتمع الدولي باعتبارها القوة الوحيدة التي استطاعت القضاء على جميع التنظيمات الجهادية الخطيرة، والتي تضم بين صفوفها أعدادً كبيرة من المقاتلين المهاجرين أي الذين يحملون جنسيات أجنبية وعربية.
وأضاف المصدر بالقول: هناك حرب غير معلنة ولا يعلم بشأنها السوريون وغيرهم تحدث حالياً في ادلب، بين الجولاني وتنظيم القاعدة، الذي أنشأ تنظيماً جديداً أُطلق عليه اسم حراس الدين ممثلةً بزعيمها الملقب بالفاروق السوري ، وسبب المشكلة أن الفاروق السوري كان قد اتهم الجولاني سابقاً بأنه الابن الشرعي لتنظيم داعش، ما أثار حنق الجولاني عليه.
وقد تعرض الفاروق لمحاولتي اغتيال من قبل الجولاني، الأولى كانت في حارم ولم يكن حينها في سيارة أو اجتماع، بل كان يتمشى بالقرب من مقره السري، إلا أنه نجى وأصيب بجروح خطيرة وتم الإعلان عن مقتله كاحتراز أمني، والحادثة سلطت الضوء عن حجم الاختراق داخل القاعدة، ومن يقف خلف اعطاء المعلومات للتحالف، أما محاولة الإغتيال الثانية فكانت عبر غارة جوية في كفرجالس بالقرب من مدينة إدلب أثناء اجتماع ضم عدد من القيادات في القاعدة من بينهم الفاروق وأبو فراس وآخرين، وبعد مغادرة المسؤول الأمني في النصرة، فقتل في الغارة أبو فراس وعدد من القادة بينما نجى الفاروق مجدداً وأصيب .
وختم المصدر الجهادي بالقول: الفاروق سوري الجنسية وهو شرط لتولي الإمارة، لذلك تم اختياره كأمير للتنظيم رغم وجود أعضاء شورى في التنظيم العالمي للقاعدة في سورية، ووجود أبو القسام الأردني الذي يعتبر أعلى منه تراتبية في التنظيم الأم، فيما يعيش الفاروق متخفياً كحال باقي قيادات القاعدة بسبب مطاردة طائرات التحالف له وملاحقة الجهاز الأمني للجولاني أيضاً .
أخيراً أفادت مصادر أهلية في ادلب بأن هناك حرب حقيقية بين الجولاني والتنظيمات الجهادية كحراس الدين وأجناد الشام وأنصار الإسلام ، حيث يجوب الجهاز الأمني لتحرير الشام عبر دورياته بكثافة في كل قرى ادلب، بحثاً عن مقاتلين وقياديين من تلك التنظيمات، يأتي ذلك وسط تخوفات من الأهالي باندلاع حرب ثأرية بين الهيئة وتلك التنظيمات قد تتخذ شكل المفخخات والعمليات الانتحارية التي سيدفع اهالي ادلب ثمنها وفق تعبيرهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4