في الوقت الذي كان الاحتلال الإسرائيلي يحتفل بنشوة النصر الذي حققه في عملية "موكيد" الجوية عام 1967، والتي دمرت خلالها معظم سلاح الجو العربي في مصر وسوريا والأردن والعراق، جاء رد بغداد المباغت ليقلب كل الحسابات آنذاك.
فبعد ساعات من قصف الاسرائيليين قاعدة "إتش-3" غرب العراق، حلقت الطائرات العراقية في 6 يونيو/حزيران 1967 لتنفذ أكبر هجوم جوي يستهدف قواعد الاحتلال في فلسطين.
كان دور القوة الجوية العراقية في حرب 1967 فعالا رغم عدم وجود خطة عمليات مشتركة مع القوات الجوية العربية، ومع ذلك استطاعت هذه القوة تنفيذ العديد من الواجبات في العمق الإسرائيلي من قاعدتي الوليد والحبانية العراقيتين ضد تل أبيب ونتانيا وكفر سركين، وأحدثت بهما خسائر كبيرة.
وتذكر الوثائق العراقية والعربية والعالمية أن هذه العملية كانت متميزة وبارعة وقد أذهلت المخطط الصهيوني، وكادت أن تغير مجريات حرب 1967، إلا أنها لن تحصل على الدعم العربي، ورغم ذلك أوقفت نزيف الحرب وأجبرت الصهاينة على الامتثال للأمر الواقع.
الصهاينة والأميركيون أطلقوا على الرد العراقي اسم عملية البرق لأنها كانت خارج حساباتهم.
وتكبدت القاعدة الإسرائيلية خسائر خلال عملية البرق، تمثلت بإسقاط طائرة ميراج وإصابة اثنتين أخريين من دوريات الحماية، وتحييد حوالي 43 عسكريا بالقاعدة، كما يفيد باحثون.
كما تضرر عددا كبيرا من الطائرات الإسرائيلية بشكل كبير خلال العملية، وحدث دمار في 9 مبان، أبرزها مركز قيادة رئيسي ومخازن ومدرجان.