تعيش هيئة تحـ ـرير الشام حالة متناقضة من النشوة والخوف في آن واحد، فهي في حالة من الفرح اثر الانفتاح الفربي عليها لاسيما من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن ذلك الفرح نغصته حالة الخوف من انتشار ما اسمته بالخلايا المؤيدة للحكومة السورية، فضلا عن وجود تنظيمات اخرى تعادي الجولاني واتباعهم بسبب نكثهم بيعتهم لزعيم تنظيم القاعدة.
في هذا السياق اعتقلت تحـ ـرير الشام عشرات الشبان في سلقين وحارم وكفر تخاريم بريف إدلب، كما قامت باعتقال القيادي في فصائل الجيش الحر، النقيب المنشق باسل الغجر، بالإضافة إلى أربعة أشخاص آخرين، إثر مداهمة منازلهم في بلدة “حربنوش” شمال محافظة إدلب، بتهمة الترويج للحكومة السورية، وقبل ايام قامت الهيئة باعتقال احد قياديي "جيش العزة" وهو عقيد منشق لذات التهمة.
ضابط منشق فضل عدم ذكر اسمه قال: ما تقوم به الهيئة حاليا هو مخطط مكشوف يستهدف التخلص من كل الضباط المنشقين الذين قادوا فصائل عديدة، حيث ستخلو الساحة للهيئة من اية تهديدات ومنافسين محتملين او من سيناريو يتمثل بتجمع الضباط المنشقين مع بعضهم لشكيل فصيل يقارع الهيئة، وختم الضابط بالقول: عار على الهيئة اتهامنا بالترويج للنظام الذي قاتلناه لسنوات، وهو يؤكد نوايا الهيئة الخبيثة في التخلص منا وفق قوله.
اما الهيئة فقد اكدت عبر مصادر مقربة منها ان حملة الاعتقالات التي طالت ضباطا منشقين بتهمة الترويج للحكومة السورية ليست كيدية، بل حقيقية، صحيح ان هؤلاء قاتلوا سابقا ضد النظام، لكن حسدهم وحقدهم بعد التفاف الاهالي حول الهيئة التي اثبتت نفسها وتهميشهم وعدم حصولهم على مكتسبات جعلتهم يشعرون بالحنين الى الايام التي كانوا فيها ضباطا بجيش النظام حيث لهم ميزاتهم.
وختمت المصادر بالقول: ان الهيئة ستستمر بحملة اعتقالاتها لاسيما بين الضباط المنشقين بسبب توفر معلومات لديها بوجود خلايا منهم تروج لحكومة دمشق وتحاول تجنيد بعض الشبان حولها للقيام باعمال تصفية وتخريب في ادلب.