حالة من الفوضى الأمنية تعيشها محافظة السويداء (جنوب سورية) خلال الفترة الحالية، مع ازدياد عمليات الخطف والسرقة في مناطق متفرقة بين الريف والمدينة.

في الساعات الماضية، أقدم مجهولون على اختطاف "ن ، شحادة" أحد أهم تجار محافظة السويداء من أمام منزله بقلب المدينة، في حادثة هي الثانية التي يتعرض لها التاجر بهدف طلب فدية مالية من عائلته "العريقة".

نهاية العام الماضي، كان قد تعرض التاجر الثمانيني لحالة اختطاف مماثلة وتم الإفراج عنه بعد تدخل وجهاء المحافظة وجهات أهلية إضافة لفصائل مسلحة لها نفوذها في الجنوب السوري باعتبار أن للرجل مكانة جيدة ومرموقة بين أبناء السويداء عموماً.

تحذير أمني

اختطاف التاجر سبقتها حالات مشابهة خلال الأشهر الفائتة، تضاف إليها عمليات سرقة تستهدف منازل المواطنين بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، لتشهد المحافظة حالة من الفلتان الأمني تهدد ما تبقى فيها من استقرار، بحسب ناشطين.

مصادر أمنية حذرت من تبعات عمليات الاختطاف وما تخلفها من غضب وسخط شعبي، مشيرة إلى وجود خلايا نائمة في المحافظة تعمل على التخطيط وتنفيذ هذه الجرائم لإعادة التوتر الأمني إلى قلب المدينة تحديداً.

ملف المعالجة

المصادر ذاتها، أشارت إلى تكليف فريق أمني رفيع المستوى بملف محافظة السويداء لضبط الوضع فيها وفرض الأمن والأمان بين أبنائها، لافتة إلى أن هذا الملف متابع من أعلى سلطة في البلاد.

وكان وزير الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون، قد صرح لوسائل إعلام رسمية خلال زيارته مع فريق حكومي إلى السويداء الشهر الماضي، بوجود رغبة بمعالجة الوضع بحكمة وتدبّر دون إراقة دماء لخصوصية السويداء.

في حين ذكر المشايخ والوجهاء بالمحافظة بأن مطالبهم تتلخص بمقترحات لحلول سياسية بالدرجة الأولى، عبر إجراء تسوية شاملة لجميع المطلوبين باستثناء المتورطين بالدماء، وتسهيلات إدارية فيما يخص المطلوبين عسكرياً كتأجيل التحاق المتخلفين عن الخدمة الإلزامية لمدة سنة، إضافة للعمل على تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في المحافظة.

ويبقى ملف السويداء بما للمحافظة من خصوصية، رهن اتفاق الأهالي مع الجهات المعنية بالملف وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على الأرض بما يعكس حالة من الاستقرار تغيب منذ حوالي ثلاثة أعوام عن المحافظة المرتبطة نوعاً ما بما يدور من أحداث في الجنوب السوري بشكل عام.