أشارت صحيفة "ذا ناشيونال" إلى أن الوقت قد حان لإنهاء "العلاقة الخاصة" مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي باتت مؤذية لإستراتيجية بايدن.
ولفت الكاتب بالصحيفة إلى أن فوائد دعم الولايات المتحدة للاحتلال لم تعد تربو على تكاليفه المرتفعة، مضيفًا أن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة تجاه الفلسطينيين، قدمت المزيد من الأدلة على أن واشنطن يجب أن توقف الدعم الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي غير المشروط لـ"إسرائيل".
حيث أشار الكاتب في بداية مقاله إلى جولة القتال الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي انتهت بالطريقة المعتادة، وذلك بوقف لإطلاق النار الذي خرج الفلسطينيون منه أكثر ضررًا من دون حل المشاكل الجوهرية. ولكن الجولة كشفت عن ضرورة توقف الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي الأمريكي غير المشروط، "ففوائد تلك السياسة صفر والتكاليف باهظة وما تزال في ارتفاع. وبدلًا من العلاقة الخاصة، تحتاج الولايات المتحدة وإسرائيل إلى علاقة طبيعية بينهما".
وأضاف أن "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" كانت مبررة في يوم ما على أساس أخلاقي، وذلك أن إقامة دولة يهودية كان يعتبر الرد المناسب على قرون من معاداة السامية العنيفة في العالم المسيحي، بما في ذلك الهولوكوست "حادثة محرقة اليهود".
وكانت المبررات الأخلاقية قوية، لو تجاهل المرء تداعيات ذلك على العرب الذين كانوا يعيشون في فلسطين لقرون طويلة وفقط فيما لو اعتقد المرء أن إسرائيل تشترك مع الولايات المتحدة في قيمها الأساسية. وتكون مبررة لو صدقنا أن إسرائيل هي فعلً "الكيان الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط"، ولكنها ليست ديمقراطية ليبرالية مثل الولايات المتحدة، حيث من المفترض أن تحظى جميع الأديان والأعراق بحقوق متساوية (بغض النظر عن مدى مثالية هذه الغاية ومدى تحقيقها على أرض الواقع). فقد منحت الصهيونية بناءً على غاياتها الأساسية، اليهود في إسرائيل امتيازات لم تمنحها لغيرهم وذلك عن إدراك وقصد.
ويعتقد الكاتب أن عقودًا من الاحتلال الإسرائيلي الوحشي قد دمرت كل المبررات الأخلاقية التي كانت أساس الدعم الأمريكي. ذلك أن الحكومات الإسرائيلية من كل التوجهات لم تتوقف عن توسيع المستوطنات والتنكر لحقوق الفلسطينيين ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية داخل الاراضي المحتلة ذاتها واستخدام القوة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة لقتل وترهيب سكان غزة والضفة الغربية ولبنان دون خشية من المساءلة أو العقاب.
ولم يكن مفاجئًا أن تُصدر كل من منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم تلك التقارير الموثقة بشكل جيد وتصف تلك السياسات بكونها تنم عن ممارسات نظام الفصل العنصري (أبارتيد).
وأضاف أن انحراف السياسة الإسرائيلية نحو اليمين والدور المتعاظم للأحزاب المتطرفة في السياسة الإسرائيلية كان سببًا في إلحاق مزيد من الضرر بصورة إسرائيل، بما في ذلك في أوساط كثير من اليهود الأمريكيين.