تتواصل التوترات في الشمال السوري جراء الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل المسلحة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، التي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية".
وفي الساعات الماضية، أعلنت تركيا عن اعتقال 11 شخصاً من ريف إدلب بتهمة العمل لصالح "جبة النصرة، تحرير الشام"، معتبرة أنهم ناشطين في جهة إرهابية.
مصادر مطلعة ذكرت بأن السلطات التركية خلال إعلانها عن عملية الاعتقال، ذكرت تحرير الشام باسم "جبهة النصرة" اولاً لتؤكد على ان الفصيل إرهابي منبثق عن تنظيم القاعدة الذي تحاربه الدول الكبرى على الصعيد العالمي، في إشارة منها على أنها ستحارب كل من ينتمي للهيئة.
المصادر أكدت أن أنقرة تعتبر تحرير الشام مجموعة إرهابية تهدد سلامة أراضيها، محذرة من أنها ستنفذ عمليات أمنية مستمرة لاعتقال كل من يثبت تورطه بالعمل لصالح التنظيم الإرهابي كما وصفته.
الهيئة تستنكر وتحذر
من جهتها، أصدرت تحرير الشام بياناً نفت فيه انتماء المعتقلين لصفوفها، مستنكرة ما وصفته أنقرة بأنها "مجموعة إرهابية".
وأكدت الهيئة التي تسيطر على أجزاء من الشمال السوري وتتمركز في عدة مدن تابعة لمحافظة إدلب، أنها لا تعرف الموقوفين ولا تربطها بهم أي صلة تنظيمية.
وحذرت الهيئة السلطات التركية من "انجرار أي من المجموعات لما تسوّق له أنقرة باعتبارهم إرهابيين"، واعتبرت أن "تخاذل أي فصيل تابع لها سيؤدي إلى تفكك الثورة وسيخدم أعداءها"، بحسب بيان الهيئة.
ذلك الاتهام بأنه "وصف خطير من شأنه المساس بتضحيات هذا الفصيل ودوره، حيث يمثل رأس الحربة في الدفاع عن المظلومين في سوريا، وإن هذا الوصف الذي تكرر مرارا، لا يخدم سوى أعداء الثورة السورية"، بحسب تعبيره.
نشأة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام تعد جماعة متطرفة متشددة تشكلت عام 2017، بعد اندماج جبهة فتح الشام وفصيل أنصار الدين الإرهابيين، بحسب تصنيف منظمات دولية.
تحرير الشام وبعد انشقاقها عن جبهة النصرة التي تأسست عام 2012 التي كانت تتبع لتنظيم القاعدة الإرهابي، ترّوج لنفسها على أنها تتزعم "ثورة الشمال"، وتقاتل باقي الفصائل بهدف تقاسم الثروات في الشمال عموماً.