كيف استخدم الكيان الإسرائيلي المعلومات المضللة في الحرب على غزة؟

إعداد _ رؤى خضور

2021.05.29 - 08:59
Facebook Share
طباعة

على مدار الأيام الماضية من الحرب العسكرية على غزة، كان مسؤولو الكيان الإسرائيلي يديرون حرباً أخرى في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة محتوى مضلل ومخادع عن الجانب الفلسطيني.
فعلى سبيل المثال، ضلل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، عديداً من الصحف العالمية لنشر أخبار كاذبة، فكانت نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال من أوائل الصحف التي نشرت خبراً غير صحيح مفاده أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يستعد لغزو بري لغزة.
وبعد فترة وجيزة من نشر هذا الخبر، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه كان خداعاً متعمداً لإخراج الفصائل الفلسطينية من مخابئها لتسهيل الاستهداف، وبالرغم من هذا الخداع الواضح، مازالت المؤسسات الإخبارية تطلب من كونريكوس تصريحات للتعليق على الوضع، لذلك تبدو عبارة المعلومات المضللة هنا مصطلحاً لطيفاً لا يعبر تماماً عن سوء ما يمثله، في حين تبدو تسمية الكذب أو الكذب المسلح أكثر ملاءمة، ويستخدم الأكاديمي مايكل بيترز عبارة "الحكم بالكذب" لوصف التعميم الحديث للأكاذيب، وربما يكون هذا المصطلح مناسباً لوصف التضليل المنهجي للجمهور لأغراض تنفيذ قرارات سياسية غير شعبية، مثل تبرير دولة الفصل العنصري، أو التطهير العرقي للفلسطينيين.
لماذا يستخدم الكيان الاسرائيلي المعلومات المضللة بشكل كبير؟
لا شك أن التضليل يصبح ضرورياً عند العجز عن نقل حقيقي وصادق للأحداث، أي عندما لا يمكن الدفاع عن المواقف غير الأخلاقية، يتم نشر الكذب.
وتم نشر معلومات مضللة أخرى لتشويه سمعة الفصائل الفلسطينية ككيانات غير أمينة تستخدم دروعاً بشرية في مهاجمة الصهاينة، وهذه الحجة كثيراً ما يستخدم جيش الكيان كدفاع قانوني عن القتل الجماعي للفلسطينيين المدنيين.
كما نشر المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوفير جندلمان، في الآونة الأخيرة على تويتر فيديو ظهر فيه صواريخ ادعى أنها تُطلق باتجاه الكيان الإسرائيلي من مناطق مدنية مكتظة بالسكان، لكن الفيديو الذي أعيد تغريده ومشاركته مئات المرات عبر منصات التواصل الاجتماعي لم يكن حقيقياً، بل كانت اللقطات من العام 2018، ومن المحتمل أنها صورت في سورية أو ليبيا.
علاوة على ذلك، حاولت الدعاية الإسرائيلية اتهام الفلسطينيين بالمبالغة في تضخيم خسائرهم المدنية، وشارك عديد من الأشخاص، بمن فيهم ناتاليا فاديف، وهي جندية احتياطية في الشرطة العسكرية الإسرائيلية ويبلغ عدد متابعيها نحو مليون متابع، مقطع فيديو لجنازة وهمية ادعت أن الفلسطينيين كانوا يحاولون تزوير جنازة لإثارة تعاطف الرأي العام، في حين أن الفيديو كان في الواقع مقطعاً ساخراً غير ذي صلة أنشأه أردنيون.
فضلاً عن كثير من المعلومات المضللة الأخرى ذات أصل غير معروف، لكن الغايات هي ذاتها، تصوير الفلسطينيين على أنهم عنيفون وغير صادقين، من أجل إزالة التعاطف مع قضيتهم أو إضفاء الشرعية على ما يسمى بالضربات الانتقامية ضد غزة، وتضمنت إحدى هذه المعلومات المضللة رسالة كاذبة تم تداولها على تطبيق واتسآب زعمت أن الفلسطينيين كانوا على وشك مهاجمة السكان اليهود في تل أبيب.
يمكن القول إن حرب الدعاية الإسرائيلية، التي انتشرت خلال أعمال العنف الأخيرة، هي بند أساسي في المشروع الاستيطاني الاستعماري، وهي تؤكد حقيقة أن الكيان الإسرائيلي، الذي يحاول تصوير نفسه كقوة حضارية، يستخدم الخداع لمواصلة احتلاله، ومشروعه الإيديولوجي في محو وطمس الهوية الفلسطينية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10