يسيطر على شمال وشرق سورية ثلاثة لاعبين من ورائهما الولايات المتحدة و تركيا، وعلى الرغم من بعض التوترات التي شابت العلاقات الأمريكية ـ التركية، إلا أن سمة التحالف الاستراتيجي بين أنقرة وواشنطن لا تزال ثابتة، لكن المفارقة أنه برغم هذا الحلف، فإن كل جهة منهما تدعم فريقاً ضد آخر.
فالولايات المتحدة تدعم تنظيم قسد، الذي تصنفه أنقرة إرهابياً، بينما تدعم الأخيرة ما يُسمى بالجيش الوطني العدو اللدود الآخر للتنظيم الكردي.
في هذا السياق سقط قتيل و 5 جرحى من قسد نتيجة اشتباكات عنيفة ضد عناصر فصائل المعارضة على محور منبج الشمالي بريف حلب الشرقي، وتحديداً على محورة توخار كبير وتوخار صغير شمالي منبج وسقط فيها، حيث استمرت الاشتباكات لنحو ساعة ونصف واستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة والهاونات خلالها، كما نتج عنها تدمير دشمة وإعطاب عربة عسكرية لقسد.
حول ذلك تقول مصادر وصفت نفسها بالمطلعة ميدانياً : إن الاشتباكات لا تنتهي، وهي مستمرة ولو بشكل متقطع وقصير بين هذين الجانبين، لا سيما مع وجود تسريبات تفيد بأن تركيا تعمل حالياً على إعادة ترتيب ما يُسمى بالجيش الوطني، بعد تقارير شبه أكيدة عن نية واشنطن الانفتاح على هيئة تحرير الشام المنافس الأكبر للجيش الوطني، بناءً على ذلك يعمد هذا الجيش إلى تذكير الجميع بأنه متواجد وبقوة في الشمال السوري، يتضح ذلك أيضاً من خلال الترويج الإعلامي والنفسي المكثف له ضد مقاتلي تنظيم قسد، الذي خسر مقاتلاً و جُرح عدد آخرين من عناصره .
الاشتباك بين قسد والجيش الوطني الوطني لا يتوقف على النيران والمعارك، فهو موجود وبشكل دائم على وسائل إعلام الطرفين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كثفت إدارة التوجيه المعنوي التابعة للجيش الوطني من دعايتها ضد قسد الذي قام في الآونة الأخيرة باعتقال المئات من الشبان العرب في الرقة ودير الزور من أجل تجنيدهم إلزامياً، فيما روج قسد لبعض المقاتلين الذين اعترفوا بذهابهم إلى ليبيا وأذربيجان وتعرض بعضهم للتعذيب في سجون الجيش الوطني بعد عودتهم.
يُذكر أن قسد نفذ حملةً مداهمات قبل 48 ساعة اعتقل على إثرها 150 شاباً في الرقة من أجل تجنيدهم إجبارياً، فيما اعترف عناصر منتمون لفصيل سليمان شاه التابع للجيش الوطني بأنه قاتلوا مع الأتراك خارج سورية، وأنهم تعرضوا للتنكيل والتعذيب بعد عودتهم مع عدم إعطائهم مستحقاتهم المالية التي وُعدوا بها.