لقاء بايدن وبوتين.. هل القمة مكافأة لموسكو؟

إعداد - رؤى خضور

2021.05.28 - 09:47
Facebook Share
طباعة

سيكون اللقاء المقرر بين الرئيس جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة جنيف السويسرية يوم السادس عشر من الشهر المقبل أحد أكثر القمم ترقباً ومتابعة من قبل كثيرين في العالم، فالقمة هذه المرة تحظى بأهمية خاصة ليس فقط بسبب التدهور الكبير في العلاقات بين موسكو وواشنطن، ولكن أيضاً نتيجة للتلاسن الشخصي الخطير الذي حدث بين بايدن وبوتين خلال آذار/مارس الماضي، وهو ما سيكون من الصعب تجاهله في أول لقاء يجمع بينهما.

إذ انتقدت إدارة بايدن روسيا لاعتقالها وسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، وأقرت علناً أن لديها ثقة شبه مؤكدة بأن العملاء الروس قدموا مكافآت لطالبان لمهاجمة القوات الأمريكية في أفغانستان، وأعلنت واشنطن في آذار/مارس فرض عقوبات ضد عديد من المسؤولين الروس وأكثر من اثنتي عشرة شركة، لكن بايدن اعترف بأنه توقف عن اتخاذ إجراءات صارمة رغبة منه في توجيه رسالة إلى بوتين مفادها أنه مازال يأمل في أن تتوصل الولايات المتحدة وروسيا إلى تفاهم حول قواعد علاقتهما العدائية.

لذلك يقول محللون إن القمة المقررة ستقدَّم على أنها انتصار لموسكو، وأن وسائل الإعلام الروسية ستستغل الحدث بطريقة تؤكد على مكانة روسيا كقوة عظمى.

وتجدر الإشارة أن موسكو لن تشارك في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أو اجتماعات الناتو بعد تعليق مشاركتها، لكن من المرجح أن تظهر روسيا على أجندة الأحداث البارزة، نظراً لعلاقاتها الضعيفة مع الغرب بعد أفعالها، بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، والتدخل في الانتخابات الأمريكية للعام 2016، والتورط في اختراق (سولار ويندز) عام 2020، والتسميم المزعوم لنافالني بحسب ما نشرناه سابقاً رغم أن روسيا تنفي كل هذه المزاعم، حتى غدت الأجواء السائدة مشابهة لما كانت عليه أيام الحرب الباردة، ولقاءات الرؤساء لا تعني بالضرورة توقف الصراع بين أدوات كل دولة منهما حول العالم.

لذلك هناك تشكيك حول ما إذا كان يمكن تحقيق أي شيء جوهري بالنظر إلى انخفاض درجة الثقة بين القادة، لكن هناك مجالات حقيقية ذات اهتمام ثنائي بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة يمكن أن تكون هذه القمة مفيدة في معالجتها وتوفر مساحة محتملة للتعاون، لا سيما الحد من الأسلحة النووية، وتغير المناخ، وتحديد" قواعد اللعبة للتجسس والصراع على الإنترنت، وتقليل التأثير المزعزع للاستقرار للانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

رغم الشكوك حول ما إذا كانت هذه القمة ستحقق الكثير في ظل العلاقات المضطربة بين موسكو وواشنطن، لا يمكن الاستبعاد القاطع لانفراج محتمل، وفي الوقت ذاته، قد يكون الغرض من القمة هو مجرد إعطاء فرصة للجانبين لاحقاً بالادعاء أنهما بذلا جهوداً حسنة النية لتحسين العلاقات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9