نشرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية تقريرًا حول العلاقات المستجدة بين الإمارات والصين. حيث قال الكاتب في التقرير إن صفقة مقاتلات "إف - 35" المتقدمة إلى الإمارات تواجه مخاطر بسبب علاقات أبوظبي مع الصين.
وبحسب ما ذكره الكاتب فإن الولايات المتحدة تريد تأكيدات بشأن صفقة بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، في وقت توسع فيه الدولة الخليجية من تعاونها العسكري والأمني مع الصين.
وأضاف في تقريره أن وكالات الاستخبارات الأمريكية راقبت بقلق طائرتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني وهما تهبط في الإمارات، وتنزل مواد غير محددة حسب المسؤولين الأمريكيين الذين اطّلعوا على التقارير الأمنية. وكانت الشحنات الجوية بالإضافة إلى إشارات أولية عن تعاون أمني بين بكين وأبوظبي التي تعد من أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين، وأثارت شكوكًا حول صفقة بمليارات الدولارات من الأسلحة المتقدمة للإمارات، حسب قول المسؤولين.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن في شهر نيسان/ أبريل إنها ستقوم بعد مراجعة للصفقة التي أقرتها إدارة سلفه دونالد ترامب بالمضي قدمًا بالصفقة لبيع 50 مقاتلة "إف - 35" و18 طائرة مسيرة من طراز "ريبر" وذخيرة متقدمة إلى الإمارات. لكن الإشارات عن العلاقات المتقدمة بين بكين وأبوظبي باتت تؤثر على مستقبل المبيعات كما يقول المسؤولون الأمريكيون الذين يحاولون الحصول على ضمانات بشأن الأسلحة من الإمارات وعدم سماحها للصين أو أي دولة بالوصول إلى التكنولوجيا العسكرية الأمريكية. وقال ديفيد شينكر، الذي تعامل مع الصفقة في عهد ترامب بصفته مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إن "نقل إف - 35، جوهرة الصناعة العسكرية الأمريكية يتضمن زواجًا أحاديًا مع الإمارات".
وتُعتبر "إف - 35" من أكثر المقاتلات العسكرية تقدمًا في طور الإنتاج بناءً على الصفقة مع الإمارات ولن تسلم إلا في عام 2027. وأشار المسؤولون الإماراتيون إلى العلاقات الأمنية الطويلة مع الإمارات في محاولة منهم لتخفيف مظاهر القلق الأمريكي. ونقل الكاتب في التقرير عن السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة قوله: "لدى الإمارات سجل ثابت في حماية التكنولوجيا الأمريكية، سواء في التحالفات التي عملنا فيها إلى جانب الولايات المتحدة أو داخل الإمارات حيث تم نشر أرصدة عسكرية واسعة فيها ومنذ سنوات".
ولم يرد المسؤولون الصينيون على أسئلة من الصحيفة للتعليق، وأشاروا إلى خطط لزيادة الثقة والتعاون في مجال الاتصالات مع الإمارات.
وفي تقرير للبنتاغون عام 2020 بشأن الطموحات العسكرية الصينية في الشرق الأوسط، أشار إلى الإمارات كواحدة من الدول "المحتملة جدًا والتي تفكر فيها وتخطط الصين من أجل إنشاء منشآت لوجيستية في الخارج". ويعتقد بعض المسؤولين الدفاعيين أن الصين تأمل ببناء قاعدة بحرية في الإمارات، وتشير التقارير الأمنية أن بكين ناقشت إرسال أعداد من الجنود الصينيين إلى الإمارات.
ورغم تحرك إدارة بايدن في الصفقة، إلا أن المسؤولين يتحدثون عن مفاوضات مع الإمارات حول شروطها. ووجدت الإدارة الجديدة أن شروط الصفقة التي تفاوضت عليها إدارة ترامب لم تكن كافية. وقال مسؤول أمريكي يتابع الموضوع عن كثب: "الموقف العام هو أن الإمارات لو اشترت معدات عسكرية من حكومة أخرى فالأمر يعود إليهم حول كيفية وزمن استخدامها".
ولكن الإماراتيين قالوا إن المسؤولين الأمريكيين أشاروا في مفاوضتهم إلى ثلاث مجالات: الحفاظ على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي، وتأكد الإمارات من عدم وصول دولة ثالثة -الصين- إلى التكنولوجيا الأمريكية، والحد من استخدام الأسلحة في محاور الحرب باليمن وليبيا التي تشارك فيها الإمارات.
وقال مسؤول أمريكي آخر، إن الولايات المتحدة كانت واضحة من أن أي موافقة إماراتية على إنشاء قاعدة عسكرية صينية على أراضيها ستقتل الصفقة. والمشكلة هي أن واشنطن وأبوظبي ليستا متفقتان على ما يمكن اعتباره "قاعدة". وعبّر المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من النشاطات الصينية في الخليج، وتعاون بكين مع السعودية في مشروع نووي مدني مما يشير إلى طموحات طويلة الأمد بالمنطقة.
وكجزء من خطوات أمريكا لسحب بعض القدرات من المنطقة والتركيز على الصين ووقف صفقات أسلحة للسعودية مثل الذخيرة الموجهة بدقة لمنع استخدامها في اليمن، إلا أن بقاءً مصغرًا للولايات المتحدة في الخليج سيكون مدعاة لنظر الآخرين على أنها فراغ عليهم ملؤه.
وقالت قائدة البحرية جيسيكا مكنالي والمتحدثة باسم البنتاغون: "نقوم بحوار أمني شامل مع الإمارات حيث نطرح مظاهر قلقنا حول أي موضوع. وبهذه الطريقة نحمي مصالح الأمن القومي بشكل شامل".
وتعتبر الولايات المتحدة الإمارات حليفًا مهمًا، فقد تعاونت معها في الحرب في أفغانستان وعلى تنظيم "الدولة" ووقّعت على اتفاقيات "أبراهم" للتطبيع مع إسرائيل العام الماضي. وتعود علاقات الصين مع شبه الجزيرة العربية إلى طريق الحرير القديم، لكن العلاقات الرسمية مع الإمارات تعود إلى 35 عامًا سابقة.
وفي 2018 زار الرئيس الصيني ونائبه أبو ظبي. ووسعت شركة الاتصالات الصينية "هواوي" من نشاطاتها في المنطقة في محاولة لتوسيع مجال الجيل الجديد "5 جي" وتشاركت الإمارات مع الشركة الصينية سينوفارم لتصنيع لقاح مضاد لكوفيد-19.
وفي مقال نشره السفير الصيني في الإمارات في آذار/ مارس مروجًا للعلاقات الصينية - الإماراتية، قال نيان جان، إنه وعلى مدى العقد الماضي أرسلت الصين الأسطول 31 و100 قارب و26000 ضابط وجندي إلى خليج عدن والمياه القريبة من الساحل الصومالي للقيام بمهام حماية.
المصدر : https://www.haaretz.com/us-news/report-biden-administration-reconsiders-f-35-sale-to-uae-over-growing-china-ties-1.9845671