تعيش الجماعات المسلحة حالة من تراشق الاتهامات بين بعضها، وسط حديث عن ملاحقة ما تبقى من الضباط المنشقين عن الجيش السوري الذين قادوا عمليات عسكرية في بداية الحرب السورية، ثم تم استبدالهم بقيادات من مدنيين مقاتلين تحولوا لاحقاً إلى مناصب عسكرية قيادية من قبل القادة الجدد للثورة.
ولعل ما يحدث بين زعيم فيلق السلطان سليمان شاه وبين العميد المنشق أحمد رحال أبرز ما يتم الحديث عنه في أروقة المعارضة السياسية، وبين الفصائل وقادتها، فضلاً عمن تبقى من الضباط المنشقين الذين تم تهميشهم.
فقد تهجم رحال على الفيلق المذكور مشيراً إلى انتهاكاته وسرقاته وتحوله إلى مافيا للارتزاق باسم الثورة، ما دفع بقيادة الفيلق للخروج بفيديو مصور تم قراءة بيان خلاله اعلن الحكم على رحال بالسجن لمدة ثلاثة سنوات بتهمة التحقير والقذف والذم لما يُسمى بالجيش الوطني وفرقة السلطان سليمان شاه وقائدها أبو عمشة، لا سيما وأن رحال قد أعلن بأن ما يُسمى بوزير الدفاع في "الحكومة المؤقتة" لم يستطع إزاحة أبو عمشة عن منصبه كقائد لفرقة السلطان سليمان رغم عدة محاولات قام بها في هذا الشأن.
في هذا السياق يقول مصدر مقرب من العميد المنشق أحمد رحال: هناك عقدة نقص وحقد لدى كثير من قادة الفصائل المسلحة ضد الضباط المنشقين كونهم كانوا متخرجين أكاديمياً من كليات عسكرية، فيما هم متواضعو التعليم وكانوا يعملون في مهن بسيطة كبيع الخضار والمشروبات الساخنة وبعضهم كان يعمل حداداً وآخر في إصلاح السيارات، بعض هؤلاء أصبح قائداً عسكرياً مما خلق له مكانةً بين الناس لم يكن يحلم بها في الحالة الطبيعية التي كانت تعيشها البلاد.
وأضاف المصدر: هؤلاء ذاتهم من يستهدفون العميد أحمد رحال اليوم، خصوصاً وانه يفضح تجاوزات فصائلهم كفرقة السلطان سليمان شاه ، ويوجه انتقاداته لمحمد الجاسم "أبو عمشة " ما دفع بالأخير لتحريك دعاوي ضده، وطلب من خلال علاقاته بالأتراك أن يتم سجن رحال لمدة 70 يوماً تم الإفراج عنه بعدها، واليوم يتكرر المشهد، لكن مع مخاوف جديدة وهي أن يتم التخطيط لاغتيال رحال من قبل رجال أبو عمشة في تركيا.
المصدر ختم قائلاً: إن لأبو عمشة عدة مشاريع تجارية في تركيا، ولديه موظفوه الذين باتوا أشبه بأعضاء منسبين لمافيا أبو عمشة، وهم على استعداد لتنفيذ أي عملية مضايقة أو اغتيال أو تخريب ضد من يشير عليه أبو عمشة حسب قوله، محملاً أبو عمشة وفيلق السلطان سليمان شاه مسؤولية أي مكروه قد يصيب العميد رحال.