في عالم متسارع التغيير تظهر في كل إقليم دول كخاصرة ضعيفة، وتصبح نقطة تركيز الدول بهدف الدخول منها إلى الأقاليم وجعلها مصدر تحريك الصراعات وترويع الجوار، هكذا كان الدور المنوط بالكيان الصهيوني لفترة طويلة من الزمن، وبعد خلق الاصطفافات اللازمة يبدو أن نقطة تركيز الاصطفافات القادمة ستكون حوض المتوسط الأوسط، ليبيا تحديداً، كونها وفي الحد الأدنى لأعوام طويلة معبر المهاجرين غير الشرعيين الأهم تجاه أوروبا، وكونها أيضاً من البلدان الأكثر ثراء شمال إفريقيا لجهة الثروات الباطنية.
المشهد يبدو شبيهاً بقيام تحالفات تصفية هؤلاء بعد استخدامهم لأغراض مختلفة لرسم حدود خطوط الثروة النفطية والغاز الليبييَن، وهذا يفسر تماماً لهاث أردوغان للمزاعم التي يروجها حول وجود مليون ليبي من أصول تركية يريد حمايتهم.
ليبيا المقبلة على انتخابات قادمة ستكون إقليمياً دولة نزاع شبيهة بمعظم الدول التي تملك الثروة، بينما يعاني شعبها الفقر بدءاً من فنزويلا وصولاً للعراق وليس انتهاءً بليبيا، وهو ما يتم تحضيره أيضاً للبنان وسورية مستقبلاً بعد التمكن من تهييج القوى السياسية ضد بعضها، وخلق اصطفافات تؤدي إلى بعثرة الإرادة الشعبية لجهة استثمار الثروة، ويبدو أن خرائط جديدة يتم تحضيرها للشرق الأوسط تلوح في الأفق تسير حسب خطوط الطاقة تحت الأرض بينما يتم وضع المتطرفين من مختلف المشارب حراساً على الأرض، وتسليحهم بما يكفي لضمان أمان أنابيب الطاقة أو مكامنها.
هذا المشهد المقبل التخيلي في ليبيا الذي ترسمه الحالة السياسية، فهل يتحول لواقع؟