ماذا بعد وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس؟

إعداد- رؤى خضور

2021.05.21 - 09:43
Facebook Share
طباعة

مع إعلان وقف إطلاق النار، يعود الفلسطينيون إلى الوضع ذاته المتمثل في الاحتلال الصهيوني غير الشرعي، والنشاط الاستيطاني، والتهجير القسري للفلسطينيين، والسياسات التمييزية التي تمثل السبب الجذري لعقود من "اشتعال" العنف، ومع ذلك، حصلت عديد من التحولات المهمة على مدار الشهر الماضي والتي سيكون لها تأثير على أي تسوية مستقبلية أو مشاركة دولية في الصراع الجاري، فقد تمكن الفلسطينيون من فرض موقفهم من خلال حملة شعبية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت تأثيراً لا يستهان به، فضلاً عن توحد الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة لرفض سياسات الكيان في إضراب عام في 18 أيار/مايو للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود، ليكون نقطة تحول رئيسة بالنسبة للفلسطينيين للفت الانتباه إلى قضيتهم.

علاوة على ذلك، فقد رأينا تحولاً واضحاً في الخطاب من الكونجرس الأمريكي من خلال التصريحات ومحاولات تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن رده العسكري ودور التمويل الأمريكي في هذا الصدد.

صحيح أن أحداث الشهر الماضي لن تغير الدعم الأمريكي للصهاينة بين عشية وضحاها، لكن مجرد تحميل إسرائيل المسؤولية عن استخدامها للتمويل العسكري الأمريكي هو تطور إيجابي لطالما كان بعيد المنال.

كل ذلك لا يعني نهاية الأزمة، التي يمكن أن تشتعل من جديد عندما تصدر المحكمة الإسرائيلية العليا قرارها بشأن إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، وقد يكون فلسطينيو الضفة الغربية عاجزين عن منع عمليات الإخلاء وقد تكون حماس أقل ميلاً للتدخل مرة أخرى، أي أن التخوف من تفاقم الوضع مرة أخرى في أي وقت حاضر دوماً.

ومع تزايد الحوادث على طول الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني في الأيام القليلة الماضية، يجدر بنا أن نتساءل ما هي الاستراتيجية القادمة من الشمال على حدود حزب الله الآن؟ فإذا كان هناك أي شيء يمكن تعلمه من دور حزب الله في الصراع مع الصهاينة هو الخسائر الفادحة التي لحقت بالكيان الصهيوني في الحرب التي استمرت 34 يوماً في العام 2006، لذلك من غير المحتمل أن تتصاعد الأمور هذه المرة مع حزب الله، حتى مع وجود شكوك الصهاينة حول إطلاق صورايخ من جنوب لبنان باتجاههم في الحرب مع غزة، وبالرغم من أننا اعتدنا على سياسة العين بالعين بين حزب الله وإسرائيل، فإن الصهاينة باتوا على يقين أن أي تصعيد للتوترات بين الطرفين سيكون كارثياً بالنسبة لهم، لذلك سيكون عليهم تجنب الرد على أي استفزازات من قبل حزب الله، في حال حدوثها.

في كافة الأحوال، قد يستمر الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس طالما أنه يناسب كلا الطرفين، لكن ليس هناك ما يشير إلى أن الاتفاقية تحتوي على أي عناصر جوهرية أخرى قد تؤدي إلى تسوية نزاعهما طويل الأمد، لذلك إن لم يتم فعل أي شيء للبناء عليه يمكننا أن نتوقع معركة جديدة، وسيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يندلع العنف مرة أخرى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10