حلفاء "إسرائيل" العرب على حبل دبلوماسي وصمت قادة الخليج

إعداد - رؤى خضور

2021.05.20 - 12:14
Facebook Share
طباعة

 
 
 
شهد آب /أغسطس الماضي، توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات التطبيع مع "إسرائيل"، تلتها البحرين، ثم المغرب والسودان، ولا شك أن تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية الأجواء بين الشعوب وحكامها في العالم العربي، فالدول التي وافقت على تطبيع العلاقات الثنائية تتعرض الآن لضغوط التساؤلات حول مصير القضية الفلسطينية والتخلي عنها، وفي الوقت الذي ندد العالم بمعظمه عدوان إسرائيل على القدس وغزة، تأتي الإدانة ضعيفة وخجولة من الموقعين على ما يعرف باتفاقات أبراهام.
 
وعلى الأرجح أن حلفاء إسرائيل الجدد يدركون تماماً التأثير المحتمل للتوترات الأخيرة في القدس، نظراً لمواقف شعوبهم المؤيدة إلى حد كبير للفلسطينيين، فضلاً عن الضغط الذي يتعين عليهم تحمله لكونهم حلفاء لإسرائيل.
 
وبالرغم من أن مصالح الإمارات مع إسرائيل استراتيجية وليست تكتيكية، إلا أنه من المرجح أن يتم تجميد التقدم في عديد من المشاريع المشتركة الجارية في المرحلة الراهنة.
 
ومما لا شك فيه، أن الوقوف إلى جانب الفلسطينيين لم يعد أولوية بالنسبة لممالك الخليج مقارنة بالتهديدات القائمة من إيران وتركيا والإخوان المسلمين، دون أن ننسى المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة مع إسرائيل، والتي أصبحت لهم ببساطة أكثر أهمية من القضية الفلسطينية، فغابت الردود الرسمية من قادة الخليج.
 
ومع الأخذ بالحسبان أن لدى الإمارات، على سبيل المثال، أنظمة صارمة للغاية على نشاط وسائل التواصل الاجتماعي، فقد ظهر مؤثرون بارزون في الإمارات أشادوا بالسلوك الإسرائيلي، حتى أثناء اقتحام المسجد الأقصى، كما نشر رجل دين إماراتي بارز، وسام يوسف، عدداً من التغريدات ألقى باللوم فيها على حماس في التصعيد، وسبق له أن أعلن أن الفلسطينيين "لا يستحقون القدس"، معرباً عن دعمه للتطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
 
ويبدو أن موقف الإمارات، وغيرها من الموقعين على الاتفاقيات، نابع من القلق الشديد والخوف من انتشار الجماعات الإسلامية في المنطقة، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، وكان هذا واضحاً بعد انتفاضات ما سمي بالربيع العربي والإجراءات المضادة للثورة التي تم اتخاذها لإخماد الأصولية، لذا فإن الحد من تصرفات حماس، التي لها علاقات فكرية ودينية مع جماعة الإخوان، هو سمة جوهرية في سياسة أبو ظبي الخارجية.
 
لكن عدم وجود انتقادات جدية من الحكومات العربية للعنف الإسرائيلي قد يؤدي إلى إثارة الاضطرابات بين شعوبها، إذ وفقاً لمسح حديث حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أظهرت الشعوب العربية مستويات منخفضة من الدعم لمثل هذه التطورات، ففي لبنان، حيث يوجد أعلى مستوى من التأييد للتطبيع، فضّل 20٪ فقط السلام مع إسرائيل، وفي أماكن أخرى كان التأييد أقل من 10٪، مع 3٪ فقط من الأردنيين يؤيدون التطبيع.
 
هذا لا يعني أن أياً من الدول المعنية ستنسحب من الاتفاقيات بالكامل، فالفوائد التي يمكن الحصول عليها من الحفاظ على العلاقات مأخوذة في الاعتبار، لكن التفكير بتقديم دعم ملموس لإسرائيل في وقت تتعرض فيه غزة للقصف سيخلق حتماً ردوداً حادة بين الشعوب، ما سيعيدهم على الأرجح إلى حقبة ما قبل الاتفاقيات عندما كانت العلاقات بين إسرائيل والدول العربية تجري تحت الطاولة.
 
وما يحز في النفس أن دولاً أعجمية، مثل إيران وتركيا، امتلكت شجاعة اتخاذ رد فعل قوي لإدانة أعمال العنف الإسرائيلية بشدة، وأعلنت الإدانة دول أخرى ممن لديها علاقات اقتصادية وتجارية قوية مع إسرائيل، بكلمات تمنّى كثيرون في الشرق الأوسط أن يستخدمها قادتهم لإدانة العنف الإسرائيلي، والذين اختاروا إما الصمت أو عدم انتقاد ما يسمى باتفاقات أبراهام، التي اعترف معظم المراقبين بأنها خطوة أخرى في التخلي عن القضية الفلسطينية.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9