يتم في الآونة الأخيرة تسليط الضوء على محافظة السويداء بطريقة لافتة ليست على وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر ما هي عبر وسائل إعلام إقليمية وازنة فما الذي يحدث هناك، ولماذا هذا الاهتمام الكبير بالمحافظة.
بدايةً تعيش السويداء كغيرها من المحافظات السورية ضيقاً معيشياً وتنامياً لمعدلات الفقر والبطالة، ومع اشتداد الوضع المعيشي والاقتصادي في سورية، زاد الأمر على أبناء المحافظة.
لكن الخطير في الأمر هو بدء انتشار فكرة الإدارة الذاتية للمحافظة، ما شبهه البعض بتكرار تجربة قسد، الناشط مروان مداح رأى بأن فكرة الإدارة الذاتية في السويداء باتت ضرورة ملحة، لأنها تنظم العلاقات الاجتماعية، وتضمن إمساك الأمن والتوزيع العادل لمقومات الحياة وتأمينها وفق رأيه، كما أنها تضمن عدم التحاق أبناء السويداء في صفوف الجيش السوري والموت على جبهات ادلب وريف حلب وحماة، سويدائنا أحق بدماء أبنائها من المحافظات الأخرى وفق تعبيره.
أما الناشط كميل ذياب فقد ذكّر بتاريخ السويداء وشجاعة أبنائها وأنه لا يمكن لا للدولة أو لأي أحد فرض ما يريده عليهم، مشيراً إلى أن أبناء المحافظة كانوا قد ضغطوا على الدولة لتشكيل فرقة خاصة من الجيش تضمن أن يخدم أبناء السويداء في محافظتهم وأن لا يلتحقوا في الخدمة العسكرية ضمن محافظات أخرى وهو ما كان لهم سابقاً.
فيما تساءل بعض الشبان عما يمكن أن يجنبه أبناء المحافظة في حال نيلهم حكماً ذاتياً؟ هل هناك موارد في السويداء كالتي توجد في شرق سورية " النفط مثلاً" ما هي مقومات الاستثمار والقيم المضافة المستمرة التي يمكن أن تختص بها السويداء ؟
مصادر محلية في قرية القريا قالت بأن هناك بعض الجماعات التي تربطها علاقات بجماعة أحمد العودة والعشائر البدوية وتتعاون معهم في أعمال السلب والنهب، وتضيف المصادر : بأن تلك الجماعات معارضة للدولة السورية ولم يستطع بعض رجال الدين المونة عليها، في إشارة إلى بعض من يقودون حراكاً معارضاً ضد دمشق.
وفي معلومات أخرى قالت مصادر محلية من ذات القرية : بأنه في حال توجهت السلطات الأمنية السورية للقبض على تلك الجماعات يتم تجييش القضية ويتم إدخال شيوخ العقل للتوسط لدى الدولة، كما أن حالات للهجوم على المقار الأمنية في السويداء من قبل بعض شبان المحافظة باتت سمة عند إلقاء القبض على كل مطلوب، فكيف تطالبون بمسك الأمن والأمان في القرية والمحافظة وفي ذات الوقت تعرقلون عمل الحكومة السور ية؟ بحسب رأيهم.
بالتزامن مع هذه المعلومات روجت بعض وسائل الإعلام خبراً للقاء شيخ عقل الطائفة في الجولان المحتل الشيخ موفق طريف ولقائه بالسفير الروسي في الكيان الإسرائيلي، وتم ترويج تسريبات حول ذلك اللقاء ، حيث تم بحث إمكانية فتح معابر بين السويداء والأردن تمهيداً لفكرة الحكم الذاتي للمحافظة بما يضمن لها رئةً للتنفس الاقتصادي من خلالها.
بدورها أكدت شخصيات من عائلات أبو حسون والمحيثاوي والأطرش بأنها مع الدولة السورية وسيادتها على كامل الجغرافيا السورية، منتقدين فكرة الإدارة الذاتية لأنها برأيهم مشروع تقسيم بشكل غير مباشر للبلاد.