قسد أمام تحديات أمنية صعبة
أدهم رهونجي
بين القتال مع الفصائل الموالية لتركيا، والممارسات الأمنية ضد العشائر العربية، وقبل ذلك قتال الأسايش مع قوات الدفاع الوطني الرديفة للجيش السوري، تعيش مناطق سيطرة قسد تفلتاً أمنياً بدأت مظاهره تتضح يوماً بعد يوم.
فقد أقدم القيادي في مجلس دير الزور العسكري التابع لميليشيا قسد هواش التيسان على قتل مسؤول أمن الحواجز لدى الميليشيا ذاتها رافع الفرهود الحامد الغنام في قرية رويشد شرق المحافظة إثر مشاجرة نشبت على أحد الحواجز.
وفي المعلومات نقلاً عن مصادر أهلية من قرية رويشد، فإن كلاً من التيسان والغنام كانا يتنافسان على إبراز سيطرة كل منهما وسطوته، وهي ليست المرة الأولى التي يتشاجران بها حتى تطور الأمر مع التيسان لقتل غريمه .
وتضيف المصادر: لا تقتصر الحوادث ما بين مقاتلين أكراد وآخرين عرب، بل بدأت تأخذ منحى آخر وهي الاقتتال بين العرب والعرب من قادة الفصائل والحواجز، حيث التسابق على مد النفوذ وحصد الأتاوات وتوسيع رقع السيطرة، حتى على مستوى الحواجز.
وختمت المصادر بالقول أن عائلة القتيل أي آل الغنام في حالة غليان ويتوعدون بقتل عشرة أشخاص من عائلة التيسان ثأرا لابنهم. وتحول نشر فيديو قتل الغانم على الحاجز ضمن مواقع التواصل الاجتماعي إلى عود ثقاب أشعل بئراً من نفط، وهناك تقارير ومعلومات تصل إلى قيادة قسد بقرب تطور مفاعيل هذه الحادثة إلى حرب عائلية ثأرية .
في سياق آخر وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة قسد من جهة أخرى، قرب قريتي عرب حسن والمحسنلي شمالي مدينة منبج شرقي حلب، فيما قصفت القوات التركية مناطق خاضعة لنفوذ مجلس منبج العسكري .
وتتساءل مصادر متابعة في منبج حول مدى قدرة قسد على حل مشاكلها التي باتت تتفاقم، ما بين اقتتال أبناء العشائر العربية المنضوين تحت قيادتا، وعدم إمكانية الوثوق بسبب وجود تقارير تتحدث عن نشاط حركة جواسيس يرسلون المعلومات إلى الجيش الوطني والاستخبارات التركية، فضلاً عن معارك قسد مع فصائل تركيا، ما يجعل الإمساك بزمام الأمن بيد قسد تحدياً أصعب مما سبق وختمت المصادر بالقول: إن العلاقة التي تجمع مقاتلي قسد وبعض قادة الفصائل العرب هي مصالح مادية ونفعية لا شيء آخر، ما يجعل قسد كالزيت وهؤلاء كالماء لا يمكن مزجهما معاً.
