هل تصبح الإمارات أقوى دولة عربية بعد صفقة الأسلحة؟

إعداد - سامر الخطيب

2021.04.16 - 12:00
Facebook Share
طباعة

 حسم الرئيس الأمريكي جو بايدن أمره من مسألة صفقة أسلحة مع الإمارات كان سلفه دونالد ترامب قد وافق عليها في آخر ساعة من أخر يوم ولايته، وأبلغ البيت الأبيض مجلس الكونغرس بأن الرئيس سيمضي قدما في الوفاء بتعهدات سلفه والموافقة على الصفقة التي بلغت قيمتها 23.37 مليار دولار.


الصفقة هي الأكبر بين الصفقات التسليحية لدولة الإمارات مع الولايات المتحدة. وستحصل أبو ظبي بموجبها على 50 طائرة من طراز أف - 35 و18 طائرة حربية مسيرة، وصواريخ جو - جو، وجو - أرض.


وجاء هذا الإعلان بعد تجاوز محاولات نواب في الكونغرس إعاقة تمريرها بسبب دور الإمارات في الحرب اليمنية وقلقهم من أن حصول الدولة الخليجية على مثل هذه الأسلحة من شأنه أن يخل بالضمانات الأمريكية باستمرار التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة. 


وبذلك تكون دولة الإمارات، رغم معارضة العديد من المنظمات والوكالات والجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان، قد كسبت رهانها في الظفر بصفقة تسليحية ستضعها في مقدمة الدول الكبرى إقليميا من حيث نوعية السلاح. 


ويعود السبب في ظفر الإمارات بهذه الصفقة لمجموعة الضغط الإماراتية النشطة في واشنطن منذ عام 2008. فعلى مدى السنوات أصبحت هذه المجموعة الأكبر في نوعها بين المجموعات الأخرى في العاصمة الامريكية من حيث حجم الميزانية والإنفاق. وطبقا لوثائق صادرة عن وزارة العدل الأمريكية، نشرتها صحف أمريكية، فقد نشطت مجموعة الضغط الإماراتية في إقامة علاقات ارتبطت من خلالها بمجموعات أمريكية بعضها يميني وبعضها معاد للإسلام على نحو صريح وبعضها موال لإسرائيل.


وكشفت وثائق نشرتها مجموعة الضغط الإماراتية في واشنطن أن حجم إنفاق المجموعة منذ عام 2011 بلغ حوالي 133 مليون دولار صرفت لتمويل خدمات الضغط وحملات العلاقات العامة في واشنطن.


وثمة تساؤلات عديدة حول أسباب سعي أبو ظبي الى اكتساب كل هذه الأسلحة. فهل هي تتعرض فعلا لخطر ماثل من إحدى الدول المجاورة أم أن تلك الأسلحة ستستخدم في تحقيق أهداف عسكرية استراتيجية بعيدة عن حدود الامارات وتمتد الى اليمن وليبيا وأفغانستان وحتى الصومال.


ويقول فرانك غاردنر محرر الشؤون العسكرية في بي بي سي إن الدولة الخليجية التي تحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لقيامها تسعى لأن ينظر إليها كدولة عربية كبرى. ويستدل غاردنر على ذلك بتصريح لوزير الخارجية الاماراتي السابق أنور قرقاش عندما قال: " نريد أن نكون لاعبا دوليا... نريد أن نحطم كل الحواجز التي تقف في طريقنا... وفي تحقيق ذلك لا بأس من ركوب بعض المخاطر الاستراتيجية".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10