لم ترُق للكثير من أهالي مناطق عملية نبع السلام التي يسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المدعوم تركياً الأنباء التي تتحدث عن نية واشنطن تعويم هيئة تحرير الشام والتعاون مع تركيا في هذا الملف، كما ذكر مصدر محلي في مدينة رأس العين.
ويتابع المصدر بالقول: هناك مخاوف لدى الأهالي من أن يستفيقوا ليروا مسؤولين من الهيئة وهم يشرفون على مناطقهم، لا سيما مع وجود حالة من التململ بسبب تهجير عدد كبير من السكان عن منازلهم ومناطقهم وهم يرغبون بالعودة إليها.
فيما طمأن مصدر مقرب من "الجيش الوطني السوري"، بأن مناطق عملية نبع السلام ستبقى تحت سيطرة هذا الجيش ، مضيفاً أن أي اتفاق قد يحصل بين واشنطن وأنقرة سيكون خاصاً بمحافظة ادلب فقط ولا يشمل مناطق نبع السلام وغصن الزيتون، وفق قوله.
في هذا السياق خرج العشرات من أهالي بلدة سلوك في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا بمظاهرة حاشدة، طالبوا فيها بتشكيل مجلس محلي للبلدة يكون مستقلا عن مدينة تل أبيض، رافعين شعارات تندد بسوء الأوضاع المعيشية للبلدة، مشددين على ضرورة خروج كافة العناصر المهجرة من مدن سورية أخرى من بلدتهم.
أحد المنظمين لذلك الحراك في بلدة سلوك قال لـ"وكالة أنباء آسيا" إن تلك المظاهرة هي تسجيل موقف لتعلم أنقرة الداعمة للجيش الوطني السوري بأن هذا الجيش يسيء لتركيا وسمعتها بسبب التجاوزات التي يمارسها بعض قادة هذا الجيش من فرض أتاوات والاستيلاء على أرزاق الناس.
وختم المصدر الذي تمنى عدم الإشارة إلى اسمه واكتفى باسم أبو محمد: إن أرادت تركيا منطقة آمنة لدينا، فعليها أن لا تستفز الناس من خلال تسليط تنظيمات لا تراعي حرمة أرزاقنا وعيشنا، بحسب وصفه.
يأتي ذلك وسط توتر جديد حاصل في تلك المناطق، حيث قال قيادي في قسد إن مقاومتهم تمنع احتلال تركيا ومرتزقتها لطرق حيوية في عين عيسى، مضيفاً بالقول: إنّ تركيا يسعى للوصول إلى الطرق الحيوية في محيط ناحية عين عيسى، وقطع الأوصال بين مناطق الإدارة الذاتية، بحسب تعبيره.
بدوره أشار ما يُسمى بالرئيس المشترك في مقاطعة تل أبيض ، إلى أنّ أنقرة تستغل صمت المجتمع الدولي لبناء حدود مصطنعة مدعومة بقواعد عسكرية على عمق 32 كم داخل الأراضي السورية.