ارتداء الكمامة ثقافة آسيوية.. هل تصبح طقسا عالميا

2020.04.17 - 07:53
Facebook Share
طباعة

 منذ بداية تفشي الفيروس التاجي، كانت النصيحة الرسمية من منظمة الصحة العالمية واضحة: هناك نوعان فقط من الأشخاص يجب أن يرتدوا الأقنعة؛ المرضى، والذين يعتنون بهم، أو أولئك الذين تظهر عليهم أعراض المرض.

الخطاب الرسمي كان يقول "لا داعي لارتداء القناع إذا لم تكن مريضا".

لكن مراكز الوقاية من الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أكدت الجمعة، على ضرورة ارتداء القناع لكل من يملكه، وذلك بسبب تزايد عدد الإصابات بطريقة مطردة في أميركا والعالم ككل.

 

في غياب لقاح فعال.. نظرة أخرى لأقنعة الوجه الواقية

لكن تجدر الإشارة إلا أنه قبل تفشي فيروس كورونا المستجد لم يكن ينظر للقناع أو الكمامة كوسيلة حماية موثوقة، على الأقل عند العرب وبعض البلدان الغربية.

بينما في بعض أجزاء آسيا، يرتدي الجميع قناعًا واقيا، ويُنظر له (القناع) على أنه أكثر أمانًا وحماية للشخص من أي إجراء آخر (عدا غسل اليدين بكثرة).

ففي البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان، يسود اعتقاد بأن أي شخص يمكن أن يكون حاملاً للفيروس، حتى الأشخاص الأصحاء، لذلك بدافع التضامن، تحتاج إلى حماية الآخرين من نفسك.

وفي بعض أجزاء الصين، يمكن أن يتم القبض عليك ومعاقبتك لعدم ارتدائك قناعا.
وفي ووهان وقوانغتشو، قالت السلطات الصينية إن الذين لا يرتدون أقنعة قد يواجهون الاعتقال.

وفي إندونيسيا والفلبين، حيث توجد شكوك حول وجود العديد من الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ، بدأ معظم الناس في المدن الكبرى يرتدون أقنعة لحماية أنفسهم من الآخرين أو العكس.

وبالنسبة للعديد من هذه البلدان، كان ارتداء القناع معيارًا ثقافيًا حتى قبل تفشي الفيروس التاجي.

قد يثير الاستغراب، القول أن القناع في تلك البلدان الآسيوية دخل حتى في قطاع الأزياء والموضة. ففي مرحلة معينة راجت أقنعة حماية الوجه المرقعة بصور "هيلو كيتي" في كامل هونغ كونغ.

 

آسيا.. الكمامة أقرب للموضة بل هي زي رسمي

وفي شرق آسيا، اعتاد كثير من الناس على ارتداء الأقنعة عندما يكونون مرضى أو عندما يكون موسم الحساسية. عندهم من غير الأدب أن تعطس أو تسعل أمام أشخاص غرباء وأنت من دون كمامة.

وأدى تفشي فيروس سارس 2003، الذي أصاب العديد من البلدان في المنطقة، إلى إبراز أهمية ارتداء الأقنعة، خاصة في هونغ كونغ، حيث توفي كثيرون بسبب الفيروس.

لذا فإن أحد الاختلافات الرئيسية بين هذه المجتمعات والمجتمعات العربية والغربية هو أنهم سبق وعانوا من عدوى الفيروسات، ولا تزال ذكرياتها الأليمة تراودهم.

وفي جنوب شرق آسيا، وخاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، ارتدى العديد من الأشخاص الأقنعة في الشوارع، ليس بسبب المرض بل التلوث.

ويقول مختصون في علم الاجتماع، إن ارتداء القناع في كل مكان، كتذكير مرئي بمخاطر الفيروس، يمكن أن يكون بمثابة "دفع سلوكي" جمعي من أجل النظافة الشخصية بشكل عام.

المختص في السلوك الإنساني، والأستاذ في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، دونالد لو، قال إن "ارتداء قناع كل يوم قبل الخروج يشبه طقوسًا، مثل ارتداء الزي الرسمي، وفي السلوك الطقسي تشعر أنه عليك أن ترقى إلى مستوى ما يرتديه الزي الرسمي".

 

هل يمكن أن يكون ارتداء القناع فعالا للحد من انشار الفيروس؟

عالم الأوبئة بجامعة هونغ كونغ، بنجامين كاولينج، يرى أن هناك فكرة أن كل شيء مهم في الحرب التي يشنها العالم ضد الفيروس.

وقال في الصدد "لا يمكننا القول ما إذا كانت أقنعة الوجه غير فعالة، لكننا نفترض أن لها بعض التأثير الإيجابي، لأن هذه هي الحماية التي نقدمها للعاملين في مجال الرعاية الصحية".

ثم تابع "إذا تم استخدام أقنعة الوجه على الكثير من الناس في المناطق المزدحمة، أعتقد أنه سيكون لها بعض التأثير الإيجابي، وفي الوقت الحالي نحن نبحث عن كل إجراء صغير يمكننا للحد من انتقال العدوى".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1