أطفال سورية في مناطق المعارضة.. بين الأمية والتطرف!

إعداد - أدهم رهونجي

2021.04.07 - 06:39
Facebook Share
طباعة

 انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمدرسة نموذجية في إدلب، يظهر الطلاب في باحة المدرسة وقيام أحد المدرسين بضرب عدد منهم بشكل قاسي، ما أدى إلى حالة من السخط العارم بين نشطاء المعارضة في الشمال السوري .


المدرسة تتبع إشرافياً لهيئة تحرير الشام، هذا التنظيم الذي يعاني حالياً من أسوأ موجة غضب شعبية ضده، بسبب الاعتقالات التعسفية التي يقوم بها، وتجاوزات العديد من قادته بحق الأهالي.


مصادر أهلية تعيش على مقربة من المدرسة قالت لـ"وكالة أنباء آسيا" إن المدرسة تتحكم بها هيئة تحرير الشام، وإن كل المدرسين مع الكادر الإداري فيها بمن فيهم المدير كانوا "جهاديين" في التنظيم وهو متطرفون يعانون من عقد نفسية، وفق تعبير تلك المصادر.


وتضيف المصادر بالقول: ما ظهر في الفيديو من اعتداء على الطلاب ليس المرة الأولى، فبعض شرفات منازلنا تطل على باحة المدرسة، لنرى مشاهد الضرب والإهانة تتكرر بشكل كبير، حتى بتنا نظن بأن المدرسة ليست سوى ثكنة لإعداد مقاتلين للهيئة.


فيما حمل آخرون تركيا مسؤولية ما آلت إليه المدارس في ادلب، لأن أنقرة سمحت لهيئة تحرير الشام  بالإشراف عليها.


المدارس في مناطق سيطرة المعارضة تعاني منذ سنوات ، فمظاهر الضرب والإهانة، ونشر الأفكار المتطرفة والإقصائية سواءً على أساس ديني أو عرقي باتت علامة فارقة ، سواءً لدى تحرير الشام وحراس الدين وفصائل الجيش الوطني المدعوم تركياً، أو لدى مناطق سيطرة قسد التي تمنع التعليم سوى باللغة الكردية وتركز على التاريخ الكردي وسموّه بين الأعراق، وفق مصادر أهلية من عرب شرق الفرات.


"أبو عمر" أحد أولياء الأطفال الذين يدرسون في المدرسة النموذجية قال: كل شيء كان في البداية جميلاً، مدرسة جديدة ومجهزة بما هو مقبول من أثاث، لكن لاحظت التدين الشديد لدى الكادر الإداري في هذه المدرسة، لقد ذكرنا ذلك بأيام تنظيم داعش، قلت قد تكون تلك حرية شخصية، ولن يقوم المدرسون بفرض قناعاتهم على الأطفال، لكن تبين لاحقاً أنني لست الخائف الوحيد على أطفالي ، حيث هناك الكثير من أولياء الطلاب باتوا يخشون على أولادهم من ممارسات أساتذة المدرسة، وفي ذات الوقت لا نستطيع إخراج أولادنا منها لسببين: الأول: هو لعدم وجود مدارس كافية في المنطقة و ضرورة توجه أولادنا للتعلم ، والثاني هو أن هيئة تحرير الشام هي من تشرف عليها، وأي امتناع من قبل الأولياء عن إرسال أبنائهم إليها سيُفهم على أنه معارضة للهيئة و رفض لأفكارها التي تزرعها في نفوس الطلاب .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5