هل تتحول "تحرير الشام" لذراع أمريكية في إدلب؟

إعداد - نائل محمد

2021.04.06 - 03:52
Facebook Share
طباعة

  "هيئة تحرير الشام قوة إستراتيجية لواشنطن في سوريا"، كلمات قالها المبعوث الأمريكي السابق لسوريا جيمس جيفري، ما فتح باب التكهنات على مصراعيه، حول ما إذا كانت أمريكا تفكر بتطبيق التجربة الطالبانية  على الهيئة، حيث تبنت الولايات المتحدة حركة طالبان ورعت مفاوضاتها مع الحكومة الأفغانية وكانها جماعة شرعية، بعد ان كانت تُصنف على أنها إرهابية ومتطرفة.


في هذا السياق تقول مصادر مقربة من حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام في ادلب، إن الجانب الأمريكي منفتح على الهيئة وكل قوة لديها أمر واقع على الأرض، فواشنطن واقعية وبراغماتية، وطالما أن الهيئة تمسك الساحة الادلبية وتمنع أي تمدد لروسيا ودمشق نحوها فإن ذلك يعني شيئاً إيحابياً بالنسبة لها، وفق المصادر.


وتتابع المصادر بالقول: إن اللقاء الأخير الذي أجراه الصحفي الأمريكي مارتن سميث مع أبو محمد الجولاني، وزيارة وفد من صحيفة نيويورك تايمز لإدلب وتفقد مشفى الأتارب، كل ذلك تمهيد لفتح قنوات تواصل مع الهيئة، بطبيعة الحال الهيئة على علاقات جيدة بالجانب التركي، ما يعني أن تفاهماً أمريكياً ـ تركياً يظلل الهيئة كتنيظم شرعي وقوة امر واقع تتبناها الغالبية الشعبية في تلك المنطقة، وفق تعبير المصادر.


فيما تقول آخر المعلومات بأن تحرير الشام في طريقها لتصبح قوة ضاربة لأمريكا في شمال ادلب وستكون من اهم خيارات ادارة الرئيس جو بايدن بعد قسد وهي رسالة واضحة لقسد، بأنهم لسيوا الوحيدين في سورية، كما أن الهيئة ستشهد تغيرات جذرية ترضي امريكا وتركيا.


إلى ذلك تتصاعد الأصوات المنتقدة لهيئة تحرير الشام وممارساتها ، حيث تم اعتقال الناشط الإعلامي خالد فواز حسينو أثناء وجوده قرب محطة للوقود عند الطريق المؤدية إلى قرية كفرلوسين شمال محافظة إدلب، فضلاً عن اعتقالها حوالي 11 مقاتلاً من نظيم حراس الدين وفصائل راديكالية أخرى في جسر الشغور.


في حين أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قرابة 2116 مواطناً سورياً ما زالوا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة للهيئة.


من جهتها، قالت الناشطة ميرفان ابراهيم إن قادة الفصائل المسيطرة على ادلب يسرقون الناس، حيث استذكرت خروج أهالي الغوطة وهم جياع، ليتبين بعدها وجود مخازن ضخمة من السلع والمواد الغذائية والمساعدات التي باعها قادة الفصائل جزءاً منها ، مشيرةً إلى أن ما حدث في الغوطة يجري الآن في ادلب، بحسب معلوماتها.


ما سبق يعيد طرح تساؤلات ما إذا كان هيئة تحرير الشام ستكون منافساً لـ قسد في الحصول على الدعم الأمريكي، وما إذا كانت التجربة الطالبانية ستُعاد مع الهيئة ، يأتي ذلك وسط تخوف فصائل راديكالية أخرى كتنظيم حراس الدين و بعض الفصائل التي كانت تشكل سابقاً الجيش الحر من ان تعمد الهيئة إلى حرب تصفيات واعتقالات بحقهم بعد أن تصبح الهيئة الوكيل المعتمد لكل من واشنطن وأنقرة في محافظة ادلب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1