بين الهند وباكستان .. الإمارات تستعرض قوتها

إعداد - رؤى خضور

2021.04.05 - 04:01
Facebook Share
طباعة

 بعد أعوام من التوتر المتزايد، تتجه الأمور بين الهند وباكستان في الأسابيع الأخيرة نحو انفراج نوعاً ما بعد أن ظهر لاعب مفاجئٌ في الساحة وشجع الطرفين على دفن الأحقاد، إنه الإمارات العربية المتحدة.


صحيحٌ أن التدخل الإماراتي في جنوب آسيا ليس بالأمر الجديد، لكن أبو ظبي تلعب هنا دورًا دبلوماسيًا أكثر أهمية، ووفقاً لمحللين فإنه فرصة للدولة الخليجية الثرية لتعزيز القوة.


وقد شهد الشهر الماضي بياناً مشتركاً بين الهند وباكستان بالموافقة على احترام وقف إطلاق النار على طول الحدود العسكرية في إقليم كشمير المتنازع عليه، وبعد خمسة أيام، قام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد برحلة إلى نيودلهي لضمان المضي قدماً في الاتفاقية.


لكن ما زالت كل من الهند وباكستان والإمارات ترفض الاعتراف بمحادثات السلام علنًا، وقال مايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز وودرو ويلسون، إنه لم يفاجأ برفض الأطراف الاعتراف بالمحادثات المحتملة، وأضاف "لكل جانب أسباب مختلفة لرغبته في التزام الصمت، فالهند لا تحب الوساطة الخارجية في نزاعاتها مع باكستان، لذلك لن تعترف بذلك، خصوصاً أن باكستان وصفت وقف إطلاق النار على الحدود كجزء من مفاوضات ثنائية مع الهند، وحقيقة أن الإمارات كانت تساعد في تسهيل المحادثات قبل أشهر من إعلان وقف إطلاق النار سوف تتعارض ببساطة مع هذه الرواية."


إن مستوى المشاركة والنفوذ الذي تتمتع به الإمارات في العلاقات الدافئة بين الهند وباكستان مطروح للتساؤل، وبحسب ما ورد لعبت أبو ظبي دور الوسيط في السابق في العام 2019، إذ قيل إن الإماراتيين ساعدوا في التوسط لإطلاق سراح طيار هندي أسرته باكستان.


في غضون ذلك، تواصل الإمارات بناء العلاقات مع الهند من خلال التدريبات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات، وخلال الشهر الماضي طلبت باكستان من الإمارات تمديد قرض بقيمة مليار دولار لمدة عام آخر، ما أثار تكهنات بأن أبو ظبي استغلت نفوذها للضغط على باكستان للدخول في محادثات مع الهند. 


وتشمل الخطوة التالية في العملية إعادة الطرفين سفيريهما إلى نيودلهي وإسلام أباد، واللذين تم استدعاؤهما في العام 2019. ثم، من المخطط الانتقال إلى الجزء الأكثر تعقيدا من عملية السلام: المفاوضات بشأن استئناف التجارة وإيجاد حل طويل الأمد للصراع حول كشمير، الذي كان موضوعا لثلاث حروب منذ استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا في العام 1947.


وبالنتيجة فإن العلاقات التجارية والدبلوماسية التاريخية التي تربط الإمارات مع الهند وباكستان، أكسبتها مكانة لدى البلدين للعب دورٍ دولي، ويبدو أن هذه الفرصة للظهور كلاعب دولي في شرق آسيا تحدو بها للعب هذا الدور بهدوء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3