تأثير العداء الأمريكي الروسي على سورية

إعداد - رؤى خضور

2021.03.31 - 04:12
Facebook Share
طباعة

 بعد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالقاتل"، أُثيرت تساؤلات تحليلية عن هذا التصعيد الأمريكي الجديد ضد روسيا، ينظر من خلالها الخبراء والمتخصصون إلى الآثار الإيجابية والسلبية لهذه التطورات على السياسات والأحداث الإقليمية. 


وترى بعض الدراسات أن التصعيد بين القوى العظمى يؤدي إلى زيادة حدة الاستقطاب الإقليمي مع حلفائها الإقليميين، كما حدث خلال الحرب الباردة، في حين يعتقد آخرون أنه قد يؤدي إلى أن يكون للأطراف الإقليمية مجال للمناورة للحصول على أقصى ما يمكن من حلفائهم، اعتقاداً منهم أن القوى العظمى المعنية ستقدم تنازلات للحلفاء بما يتناسب مع احتياجاتهم.


لكن إلى أي مدى يمكن أن يحدث هذا في الأزمة السورية؟ وكيف سينعكس التصعيد الأمريكي على أي اتفاق مستقبلي في سورية؟

هل سيميل البيت الأبيض إلى شن هجوم في سورية لتعطيل الخطط الروسية هناك؟ 


في الحقيقة، تخلى بايدن عن جميع الأعراف الدبلوماسية عندما اتهم بوتين، على شاشات التلفزة، بقوله "قاتل بلا قلب سيدفع ثمناً باهظاً لتدخل بلاده في الانتخابات الأمريكية"، في حين مارس بوتين كثيراً من ضبط النفس في مواجهة هذا الهجوم غير المسبوق من قبل رئيس أمريكي ورد بهدوء واصفاً نظيره "بالفظ"، وتمنى له الصحة والعافية، ليس ذلك فحسب، بل دعاه للظهور معه في مناظرة تلفزيونية حية أمام العالم.


ترافق هذا التصعيد في العداء بين واشنطن وموسكو مع تصعيد الولايات المتحدة الاحتمالات ضد الصين، بالتوازي مع تصعيد أوروبي ضد كل من روسيا والصين. هذا يشير إلى أن حرب باردة جديدة تلوح في الأفق، بالرغم من أنه ما زال من الممكن احتواؤها.


 كيف سيؤثر ذلك على تسوية الأزمات الإقليمية خاصة في سورية؟

من الواضح أن الوضع في سورية لا يمثل أولوية لإدارة بايدن، ومع ذلك، تدعم الإدارة فكرة الحفاظ على الوجود الأمريكي في شرق سورية، متذرّعة بمساعدة الأكراد في القتال ضد داعش.


 في غضون ذلك، سيستمر تطبيق قانون قيصر وعقوباته على دمشق، كإحدى الطرق لعرقلة دور روسيا حتى لا تتمكن موسكو من جني ثمار تدخلها العسكري في سورية.


كما أكد بيان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين الصادر في الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية، بالتعاون مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، الرغبة في عرقلة خطة موسكو لتنشيط إعادة الإعمار في سورية، ومن المؤكد أن هذا التصعيد العدائي لن يمر دون رد روسي، والجميع يتساءل عن الشكل الذي سيتخذه هذا الرد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5