كيف ترى إسرائيل الاتفاق الإيراني - الصيني الاستراتيجي؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2021.03.30 - 05:33
Facebook Share
طباعة

 نشرت صحيفة "جيروزالم بوست" مقالًا تناول فيه الكاتب موقف إسرائيل من الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران، فمع تحول الاهتمام الإسرائيلي العام إلى الساحة السياسية الداخلية، يتطور تهديد استراتيجي لإسرائيل قد يتطور إلى أبعاد وجودية، يتمثل في التحالف الإيراني الصيني الجديد، بحيث قد يجد الشرق الأوسط نفسه مرة أخرى في حرب باردة بين القوى العظمى، ما يشكل خطراً على الكيان الصهيوني.


وأضاف الكاتب في مقاله أن الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران في الأيام الأخيرة يذكر الإسرائيليين بتهديد سابق قام به الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حين ساعده السوفييت بسياساته الراديكالية لتأمين هيمنته الإقليمية، وتهديد إسرائيل لأكثر من عقد، وأدت المحاولة الأمريكية لاسترضائه لتفاقم هذا التهديد الذي اندلع في صيف 1967.


وأكد في المقال أن ما يحصل حاليًا أمام نواظر إسرائيل يتمثل في أن المساعدات الصينية الضخمة تعني تقديم الدعم للسلطة الإيرانية في طهران، في محاولتها لفرض هيمنتها على المنطقة، كجزء من حرب باردة أخرى، وقد تتطور مع مرور الوقت بين الولايات المتحدة والصين، وهذه الهيمنة من شأنها أن تشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل على نطاق لم تشهده منذ حرب يوم الغفران 1973.


كما أنه أوضح أن إيران لديها تواجد عسكري مقلق لإسرائيل في سوريا وغرب العراق، والكل يدرك أن إسرائيل وحدها هي التي يمكنها كبح تطلعات إيران للهيمنة، من خلال استهداف إسرائيل لبناها التحتية لردعها، عبر تهديد هائل لمراكزها السكانية، وتدرك معظم الأنظمة العربية أيضًا أن إسرائيل وحدها من تتمتع بالقوة والتصميم الكافي لإيقاف إيران.


وأشار إلى أن إسرائيل نظرت لسياسات ترامب الحاسمة تجاه التحدي الإيراني على نطاق واسع، ليس بالنظر لتهديدها النووي فقط، بل تهديدها بالهيمنة الإقليمية التي سترفع إيران قوة أبعد من الشرق الأوسط، ما يمنحها حصانة نووية أمام الاستفزازات التقليدية.


وأكد أنه في عهد بايدن، يبدو المزيج المألوف الذي يعود إلى أيام آيزنهاور واضحًا، وهي المشاركة الاقتصادية والعسكرية العميقة للقوة المنافسة في الولايات المتحدة، ورد فعل تصالحي من واشنطن، بحيث أن التجارة بين البلدين تضاعفت أكثر من 10 مرات، وزادت عن 600 مليار دولار في العقد الواحد، لأن الاتفاقية الحالية تفضل الصين باستثمارات ضخمة في إيران، في البنية التحتية والبنوك والاتصالات.


وأوضح في المقال أن الاتفاق الاستراتيجي الإيراني الصيني ذكر إمكانية التدريبات العسكرية المشتركة، والمشاركة في الصناعات العسكرية، وبأسعار منخفضة نسبيا، ومثل هذه الاتفاقية تُحيّد إلى حد كبير الضغط الاقتصادي الأمريكي، وتعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي الإيراني، وقد ينذر بزخم متجدد لجهود الهيمنة الإيرانية في المنطقة، لأن وتيرة تنفيذها تعتمد بشكل أساسي على العلاقات الأمريكية الصينية.


وختم الكاتب مقاله بالقول أن التقييم الإسرائيلي للاتفاق الإيراني - الصيني يعتبره ورقة مساومة صينية مهمة في الساحة العالمية، صحيح أنه تم تعليقها في عهد ترامب، لكن تم سحبها مجددًا كما يبدو في عهد بايدن، وفي النهاية فإن نتيجتها على إسرائيل تبدو مأساوية.

المصدر : https://m.jpost.com/.../china-iran-bad-news-but-it-could...

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7