تحالف روسي صيني في مواجهة واشنطن

إعداد - رؤى خضور

2021.03.30 - 05:15
Facebook Share
طباعة

 ظهر التقارب بين روسيا والصين على العلن في زيارة وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى بكين، حيث وقع البلدان وثيقة مشتركة حول القضايا الدولية، وهذا أمرٌ مفهوم كون البلدين يتشاركان الضيق من النقد الغربي، فجعلهما العدو الواحد في ذات الصف، حتى أن الصحافي الكبير ألكسندر جيلينين شبّه، في مقال له في صحيفة Rosbalt، العلاقة بينهما بالتحالف بين النمر شيريخان و تاباكي ابن آوى في فيلم الأدغال لكيبلينج.


في هذا التحالف، تأخذ روسيا دور تاباكي أمام النمر الصيني، المتفوق اقتصادياً وديموغرافياً في الوقت الحاضر. 

شك أن زيارة لافروف كانت متوقعة على خلفية التصريحات القاسية المعادية لروسيا والصين من قبل ممثلين رفيعي المستوى من إدارة واشنطن، وما يوحّد موسكو وبكين اليوم ينبع من مبادئ أساسية تجمعهما، من بينها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتشابه الأنظمة السياسية للدولتين، والأهم من ذلك، أن لكل من روسيا والصين عدو واحد، أمريكا وحلفاؤها في أوروبا والأطلنطي، هذه العوامل كلها تجعل موسكو وبكين أكثر قرباً من ذي قبل.

مع ذلك، إذا بحثنا بشكل أعمق، فسنرى أن التحالف الصيني الروسي هو اتحاد لفترة، ولأن أحدهما أقوى بكثير من الآخر، فإن مثل هذا الثنائي محفوف منذ البداية ببعض العواقب غير السارة، فالعملاق الاقتصادي، الصين، ينمو بسرعة ويزيد نفوذه في جميع أنحاء العالم بما فيها روسيا ذاتها، والتوسع الاقتصادي لبكين محسوس في كل مكان من بيلاروسيا إلى جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية السابقة، وبالعودة إلى العام 2017 ، ذكرت وكالة أنباء كازينفورم أن "إجمالي التجارة السنوية بين الصين ودول آسيا الوسطى نما 60 مرة على مدار 25 عاماً، من 500 مليون دولار إلى 30 مليار دولار".

وحتى في دول ما بعد الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى، والتي أعلنت روسيا جهراً أنها مناطق اهتمامها، يقوم الصينيون ببناء الطرق وشراء الأسواق ومراكز التسوق وما إلى ذلك، فضلاً عن أجزاء من أراضي هذه البلدان يتم الاستيلاء عليها من قبل الصين شيئاً فشيئاً، ففي العام 2019، ذكرت وسائل الإعلام أن طاجيكستان كانت تنقل ثروات مناجم الذهب إلى الشركات الصينية في مقابل استثمارات دون أن تتقدم بكين رسمياً بمطالبات إقليمية إلى الاتحاد الروسي باعتبارها أراضٍ صينية في نظر الصينيين، لكن المشكلة هي أن بكين لم تسحب أبداً مطالباتها التاريخية لروسيا، فهي تعتبر أن معاهدات الحدود الروسية الصينية الموقعة في منتصف القرن التاسع عشر غير متكافئة فرضتها الإمبراطورية الروسية آنذاك على الصين.

حتى الآن، تظهر الصين وداً تجاه الاتحاد الروسي، لكن هذا لا يمنع بكين من بناء إمكاناتها الصاروخية، بالتالي فهي قادرة، بطريقة أو بأخرى، تهديد روسيا المجاورة، في الوقت الذي ليس لدى موسكو أية أدوات لإجبار الصينيين على التوقيع على الأقل على معاهدات الحد من الأسلحة الاستراتيجية المناسبة، وكل ما لديها هو كلمة بكين بأن جميع الصواريخ تستهدف أمريكا، وتختار القتال مع واشنطن جنبًا إلى جنب مع القادة الصينيين.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9