في مواجهة الصين.. "الولايات المتحدة عادت"

إعداد - رؤى خضور

2021.03.29 - 10:33
Facebook Share
طباعة

 كان من الواضح قبل تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن المنصب أن الصين ستكون قضية شائكة لحلف الناتو، واليوم بعد شهرين من إدارته يبدو أنها ليست فقط على رأس جدول الأعمال، إنما القضية المحورية للأمريكيين والأوروبيين على حدٍّ سواء.


في زيارة وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، الأولى لأوروبا التقى فيها بقيادة الاتحاد الأوروبي، وعقد اجتماعات ثنائية مع نظرائه كانت الرسالة واضحة: الولايات المتحدة عادت، وأوروبا حليف رئيس لها بعد أربعة أعوام حالكة من حكم الرئيس السابق دونالد ترامب وما توقعه عديد من المراقبين حينها باقتراب أجَل الحلف.


أما اليوم يأتي بايدن ليعيد بناء ما نسفه سلفه، وعند انضمامه للاجتماع الافتراضي للمجلس الأوروبي أكد الرسالة ذاتها "على الولايات المتحدة وأوروبا الوقوف معاً في مواجهة الأنظمة الاستبدادية الصاعدة أبرزها الصين وروسيا".


ومن الواضح أن استراتيجية إدارة بايدن كانت ضمن مسار الهدف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فيما أسماه "نقطة انعطاف تاريخية"، إذ تعمل واشنطن على إعادة بناء تحالفاتها مع الديمقراطيات في آسيا من خلال صيغ مثل Quad وفي أوروبا من خلال الناتو، فهي لا ترى صراعاً على السلطة مع الصين فحسب، بل ترى أيضاً صراعاً شبه إيديولوجي بين أنظمة "الحكم الديمقراطي" و"الحكم الاستبدادي".


وكجزء من هذه الإستراتيجية، تَواصل بايدن وبلينكين هذا الأسبوع مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين للانضمام إلى هذه المنافسة، لكن عديداً من الحكومات الأوروبية ما زالت تأمل في ألا تضطر أوروبا إلى الاختيار بين القوتين، ونظرت بقلق عميق إلى الخلاف بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في اجتماعهم الأخير في أنكوراج - ألاسكا، لكن الأمور قد تتغير مع قيام بكين بإثبات مواقف حازمة في أوروبا هذه الأيام، والتي كان آخرها معاقبة البرلمانيين والباحثين الأوروبيين هذا الأسبوع.


ومع ذلك، فإن القضية الأوسع هي ما إذا كانت الحكومات الأوروبية ستتحالف مع بايدن لبناء إستراتيجية مشتركة في مواجهة الصين أم لا، لكن في النهاية، الأمر كله يتعلق بالصين وما تمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية عملاقتين، واللتين بمثابة سيف تلوح به لإرهاب حلفاء واشنطن متى دعت الحاجة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7