كتبت إيمان عراقي: التحرش لا دين له

2021.03.13 - 10:33
Facebook Share
طباعة

 عفوا أيها المجتمع .. التحرش أيا كان نوعه ليس له مبرر، و بناء عليه يجب ألا تأخذنا شفقة ولارحمة بالمتحرش فهو مجرم يستحق العقاب مرتين، مرة كقاتل لأنه يقتل ضحيته معنويا ونفسيا، ومرة كسارق لأنه يسرق الخصوصية والحياء والأمان من الضحية، لذلك مرفوض تماما ما تتداوله بعض الآراء على السوشيال ميديا بشأن المتحرش بطفلة المعادى وانه لا يجب فضحه بهذه الصورة، لأنه أب وعنده أسرة سيدفعون الثمن، أتفق معك ولكن لما لا نقول إن هذا الثمن جزء من عقاب الأب، أن يعذب بنظرة زوجته وأولاده له.


فحقيقة الأمر أن المتحرش شخص منحرف سلوكيا ومجتمعيا وأخلاقيا بدليل أن ما يقوم به تصرف تصفه كل قوانين العالم بأنه فعل إجرامى، والمتحرش ليس مريضا كما يدعى البعض، لأن وصفه بالمرض يجد له مبررا لهذا الجرم ويفتح بابا للتعاطف معه لا يستحقه، فليس هناك أى مبرر لإيذاء البشر جسديا ونفسيا لا فى الديانات ولا الأعراف.


ومن غير المسموح مناقشة أسبابه لا عبر وسائل الإعلام ولا السوشيال ميديا لأن البحث عن سبب للفعل معناه أننا نعطى أحتمالية أن يكون الفعل «صح أو غلط» أى أن هناك تحرشا مسموحا وتحرشا مرفوضا وهذا عين الخطأ لأنه فعل غير مقبول فى كل الأحوال.


ومرفوض أيضا أن نسمح مرة أخرى لأى منا بترديد مبررات ليس لها معنى مثل لبس المرأة او مظهرها المثير أو تأخر سن الزواج أو الفقر والجهل وغير ذلك لأن هذا يعطى للمتحرش رسالة أننا نبحث له عن عذر أو مبرر وفى الحالة الأخيرة ماهو مبرر هذا المجرم فى الاعتداء على هذه الطفلة البريئة سوى أنه شخص شاذ ومجرم لأن التحرش بالأطفال أبشع صور التحرش لأنه يزيد من احتمالية إصابة هذا الطفل بالأمراض النفسية على مدى المراحل العمرية المختلفة بالإضافة الى حدوث خلل فى علاقته الشخصية.


والنتيجة شاب أو فتاة غير أسوياء وأسر مفككة ومجتمع هش وضعيف، لذا لابد من مواجهة هذا السلوك المشين بمنتهى القوة والحسم فالتحرش لا وطن ولادين له، وأرى أن هذه الحادثة أكدت أهمية تعميم الكاميرات فى كل مكان ودور السوشيال ميديا فى فضح المجرمين وكشف جرائمهم.

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2