كتبت نهى زكي: يوم المرأة العالمي.. والمرأة المصرية
يحتفل العالم يوم الثامن من مارس كل عام بيوم المرأة العالمي، ويأتي هذا الاحتفال بخلفية تاريخية حافلة بكفاح المرأة لتمكينها من أداء دورها الطبيعي كشريك في بناء وتنمية المجتمع؛ من خلال عدة حركات نسائية تطالب بحقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، أبرزها كان في 8 مارس عام 1908، حيث خرجت مسيرة نسوية احتجاجية في الولايات المتحدة الأمريكية شارك فيها حوالي 15 ألف امرأة عاملة في مدينة نيويورك بهدف تحسين ظروف العمل، ومساواتهن في الأجر بالرجل، وإعطاء المرأة الحق في التصويت، تلا ذلك عدة تحركات نسوية في العديد من الدول، وفي عام 1975 اتخذت الأمم المتحدة يوم 8 مارس يومًا عالميًا للمرأة.
وللمرأة المصرية دورها الرائد في المجتمع على مر التاريخ؛ فدائمًا ما نجد نماذج متميزة ومشرفة للمرأة، مثل نبوية موسى أول مصرية تحصل على شهادة البكالوريا عام 1907 وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، والدكتورة سهير القلماوي، أول طالبة مصرية تلتحق بجامعة القاهرة عام 1929، ولطفية النادي، أول امرأة مصرية وعربية تحصل على رخصة للطيران وتصبح طيار عام 1933، ودكتورة سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية عربية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة القاهرة.
وحتى في مقاومة الاحتلال كانت المرأة المصرية حاضرة وبقوة في ثورة 1919 فقد خرجت السيدات بقيادة هدى شعراوي جنبًا إلى جنب مع الرجال في ثورة رافضة للاحتلال الإنجليزي.
وتولي الدولة المصرية اهتمامًا بالغًا بالمرأة، فالدستور المصري في المادة الحادية عشرة منه نص على أن "تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقًا لأحكام الدستور".
إذن فالمرأة والرجل شركاء على قدم المساواة، كل منهم يضطلع بدوره في المجتمع وهي أدوار متكاملة تهدف نهضة هذا الوطن وحفظ استقراره.
وقد حققت المرأة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية عدة إنجازات؛ فالحكومة المصرية تضم 8 وزيرات، فازت منهن الدكتورة/ هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجائزة أفضل وزير عربي في 2020، وحصلت المرأة على 162 مقعدًا بالبرلمان بنسبة 27% من إجمالي المقاعد، وفي مجلس الشيوخ تضاعفت نسبة تمثيل المرأة لتكون 20% من إجمالي المقاعد، بل ووكيل مجلس الشيوخ هي الدكتورة/ فيبي فوزي، كل تلك الاستحقاقات جاءت عن جدارة المرأة المصرية وبوجود البيئة الداعمة لها والرؤية الحكيمة للقيادة السياسية التي تؤمن بأهمية دورها ودور كل عضو في المجتمع المصري.
المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط
