كان لافتاً بعد الحراك الذي شهدته بكركي الحملة الإعلامية التي إستهدفت حزب الكتلة الوطنية بسبب عدم مشاركته في التجمع الشعبي، وتم توجيه سلسلة من الاتهامات للحزب بالسير في توجهات حزب الله وتارة بالتنسيق مع قوى اليسار، ما طرح علامة استفهام حول توقيت وخلفيات الحملة التي استهدفت حزب الكتلة الوطنية، رغم مواقفه الاعلامية التي أكد فيها دعم وتأييد مبادرة البطريرك الراعي.
ويتابع عيسى قائلاً:" نحن لم نذهب الى بكركي لأننا كنا ندرك سلفاً أن هناك أحزاب ستقوم بإستغلال الثورة وتستفيد من وجع الناس، كي يقوموا بطرح أفكارهم وتبين ان الحق معنا، فنحن من موقعنا الوطني لا يمكن ان نجلس تحت لافتة طائفية والى جانب أشخاص يتكلمون بخطاب طائفي".
ويضيف عيسى سائلاً:"كيف يمكن ان اقف مع "القوات" الذين كانوا في نفس اليوم ونفس الوقت، وبينما كان البطريرك الراعي يعلن تأييد ثورة 17 تشرين كان حزب القوات يصوّت للائحة الاحزاب في انتخابات الجامعة اللبنانية، ضد لائحة المستقلين المدعومة من قبل ثورة 17 تشرين الأول، فهل المطلوب ان ننكر انفسنا كي يصفق لنا بضعة آلاف؟".
وإذ يعتبر منسق الإدارة السياسية في حزب الكتلة الوطنية ان "حراك بكركي تمت سرقته من قبل أحزاب طائفية يشير الى ان البطريرك لم يتحدث يوما عن الفيدرالية، وبالتالي ليس هو من رفع اللافتات الداعية للفيدرالية، ما يعني ان هناك جهات خطفت مبادرة الراعي، كي يحصنوا انفسهم انهم مع مبادرة البطريرك الراعي بينما هم في نفس الوقت كانوا يطعنون الثورة".
ويلفت عيسى الى أن "العميد ريمون إده كان أول من نادى في الستينيات بحياد لبنان عن الصراعات الخارجية، وبالتالي نحن ضد المحاور وضد التدويل بمعنى ان يجلس الاميركي والايراني ويبحثوا كيف يتقاسموننا، ونحن أيضاً ضد اي تدخل من اي دولة كانت، فنحن مع الشرعية الدولية لا سيما وأننا أعضاء مؤسسين في الامم المتحدة وعندما يكون لدينا مشكلة، فنحن مع تدخل الأمم المتحدة للمساعدة ومن هنا أيدنا مبادرة البطريرك الراعي".
ويشير عيسى الى أن "ممارسة السياسة تتطلب إستخدام العقل بعيدا عن الطائفية والخطاب الشعبوي، مؤكداً أنهم مستهدفين لأنهم كأي حزب يعمل في الحقل السياسي من اجل الوصول الى السلطة وتنفيذ مشروعهم، ويربط عيسى الهجمة التي تستهدف الكتلة الوطنية بموقفهم الثابت إزاء القضايا الوطنية والتي بدأت تزعج الكثير من الجهات، فحزبنا منذ نشأته كان رائدا في السياسة والعدالة الاجتماعية والاقتصاد الحر والنضال بوجه الطائفية، ويعيد التذكير بأن مؤسس حزب الكتلة العميد الراحل ريمون إده تعرض لثلاث محاولات اغتيال ورفض رئاسة الجمهورية، لأنه لم يكن يساوم على السيادة ونحن لا زلنا ثابتين على موقفنا".